للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحياة، وذلك الجسم يفيض لها بالخفة والطرب، وتلك الروح تبعث فيها المرح والنشوة؛ هذا مزيج من خمر الألوان لا من الألوان نفسها.

وقال مجنوننا: إن أجمل الجمال في المرأة الفاتنة هو ذاك الذي يجعل لكل إنسان نوع شعوره بها، وأنا أشعر الساعة أن قلبي نصف قلب فقط وأن نصفه الآخر في هذه وحدها، فما شعورك أنت؟

قلت، يا صديقي إن الله رحيم، ومن رحمته أنه أخفى القلب وأخفى بواعثه ليظل كل إنسان مخبوءاً عن كل إنسان، فدعني مخبوءاً عنك.

قال: لابد

قلت: إن المصباح في الموضع النجس لا يبعث النور نجسا، وما أشعر إلا أن النور الذي في قلبي قد امتزج بالنور الذي في عينيها.

ثم كأنها أحست بأن إنساناً قد امتلأ بها فأدارت وجهها وهي ترقص فتلمحت صاحبنا وجعلت تُقطّع الطرف بينها وبينه كأنها تعرفه وتجهله، ثم تبيَّنت إلحاح نظره فضحكت لأنها تعرفه ولا تجهله.

أما هو، أما المجنون، أما صاحب القلب المسكين؟

(لها بقية)

طنطا

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>