للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والناس حوله، فأخذ سيبويه يطلق لسانه في هجاء أبن المادراني، وما نجاه من لسانه إلا أن لقيه في الطريق يأتي مسرعا ليدرك الجنازة.

على الجملة كان سيبويه طرفة مصر في عصره، علماً وأدباً وفكاهة وجنوناً - كان يقوم فيهم مقام العالم والواعظ والأديب، ومقام الجريدة السيارة الناقدة اللإذاعة، وكان منظره بديعاً، يدور في الأسواق على حماره أو حمار غيره، وما أكثر من كان يتقي لسانه بتقديم حماره!

فبحق قال (جوهر الصقلي) لما دخل مصر وذكرت له أخباره (لو أدركته لأهديته إلى مولانا المعز في جملة الهدية) وبحق لما سمع به (فاتك) ممدوح المتنبي قال: ذكروني به فلعلي أستدعيه فانه نزهة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>