فأثار ذلك النبأ حماسة الشيخ الإنجليزي فأرسل إلى صديقه يقول:(لئن صح أنك استطعت معرفة مكان قبر عمرو بن العاص واستطعت التثبت من ذلك بالوسائل العلمية التي لا تدع مجالاً للشك، فما أحراك أن تثير في الناس دعوة لإقامة أثر عظيم على ذلك القبر جدير بعظمة فاتح مصر الكبير).
ولا أجد لهذه الكلمة خاتمة خيراً من أن أقتطف قطعة من الخطاب الذي أرسله إلى صديقه يذكر له فيه ثناء اللورد كرومر عليه، وقد جاءت في تلك الكلمة حكمة بالغة أحب أن أسوقها لأهل البحث والعلم. قال:(ولكن أهل البحث الذي يجيدون في أعمالهم قلما ينتظرون ثواباً على عملهم، اللهم إلا ما يجدون فيه من لذة البحث ونشوة الكشف عن الحقائق).
وهذه صورة تلك القطعة من خطابه بخطه أقدمها لقراء الرسالة أثراً من ذلك الصديق الكبير عليه رحمة الله.