الدار قفر والرسومُ كما ... رقَّش في ظهر الأديم قلم
واسم المرقش ربيعة بن سعد بن ملك
ومن ذلك أن مدرج الريح لقب بهذا لقوله:
ولها بأعلى الجزع رسمٌ دارس ... درجت عليه الريح بعدك فاستوى
فإذا نظرنا إلى هذه الأخبار المتناقضة في ذاتها لم تشف غليلنا في هذه النبوة المزعومة؛ وليس أمامنا فيها إلا اللجوء إلى ما سموه علم الجرح والتعديل، وإني لا أثق كثيراً بهذا العلم، لأنه مختلف أيضاً في أمر رواة الأخبار، ولأنه يعتمد على ظاهر أمرهم وهو لا يدل حقيقة عليهم.
فلا بد من اللجوء إلى أمر آخر يشفي غليلنا في أمر هذه النبوة، وذلك الأمر هو الشعر الذي قيل في العهد الذي يقال إن المتنبي ادعى فيه هذه الدعوى، وسنبدأ بهذا في المقال الآتي