الملاحظة، دقيقاً. فوضع أقاصيص صغيرة مأخوذة من صميم الحياة المصرية، بأسلوب يحاكي أسلوب موباسان أو تشيكوف تحت هذا العنوان (ما تراه العيون).
وتقدمت الأقصوصة خطوات إلى الأمام في مؤلفات شقيقه محمود تيمور (المولود في سنة ١٨٩٤) وهي مجموعة في ستة مجلدات. وأقاصيص محمود تيمور واقعية كأقاصيص شقيقه محمد، لكنها أكثر تنوعاً، وأعمق تحليلاً، وأفصح لغة، وأسهل أسلوباً.
وقد اثر فن التيموريين القصصي تأثيراً كبيراً في جيل الكتاب المعاصرين، ولنذكر منهم: أخوي عبيد، المرحوم عيسى عبيد المتوفى عام ١٩٢٤، الذي وضع مجموعتي (إحسان هانم وثريا)، وشحاته عبيد الذي كتب (درس مؤلم)، وطاهر لاشين مؤلف (سخرية الناي، ويحكى أن. . . وحواء بلا آدم). وهي مجموعة قصصية امتازت بالطلاوة والفكاهة، ومحمد أمين حسونه مؤلف (الورد الأبيض).
ومن المميزات الجديرة بالملاحظة أن هذا النوع من الأدب وجد أنصاراً مخلصين في البلاد العربية، وجلها تأثرت بمصر إلى مدى بعيد.
وفي العراق كاتبان ذاعت شهرتهما إلى ما وراء وطنهما هما: محمود أحمد (المولود في سنة ١٩٠١)، وقد وضع قصة طويلة بعنوان (خالد)، ومجموعة باسم (الطلائع) وأخرى موسومة (في ساع من الزمن)، والقصصي العراقي الثاني هو أنو شاؤول الذي كتب مجموعة (الحصاد الأول).
ولقد ظهرت الأقصوصة العربية في أمريكا (المهجر) في الوقت الذي ظهرت فيه في مصر، وربما قبل ذلك، ولنذكر أولاً عبد المسيح حداد الذي كتب أقاصيص صغيرة كلها فكاهة بعنوان (حكايات المهجر) وهي تكاد تكون صوراً سريعة للحياة العربية في أمريكا، وقد أخذ المؤلف كثيراً من روح أقصوصات جبران، وهناك أيضاً ميخائيل نعيمه الذي خصص في أقصوصته النفسية مجالاً واسعاً لتحليل الروح تحليلاً عميقاً، متأثراً بالأدب الروسي في القرن التاسع عشر.
إذا استطعنا القول بأن الأقصوصة العربية الجديدة وجدت أمامها الطريق اللائق بتقدمها وازدهارها حتى بلغت المكانة الجديرة بها، فإن القصة لم تصل إلى هذا المدى من النشاط، وكل ما رأيناه في هذا المضمار هو بعض محاولات طفيفة.