التفكير، وارتفاع عن مناحي الأدب المنحل الذي يغمر كل شيء في عصرنا.
ذكرى الموسيقي لست
احتفل أخيراً في فينا بذكرى الموسيقي الشهير فرانز لست لمناسبة مرور خمسين عاماً على وفاته؛ وهذا الاحتفال هو صدى احتفالات قومية عديدة أقيمت في بودابست احتفاء بهذه الذكرى لأن لست مجري المولد والجنس، ولكنه درس في فينا، وفيها بزغ مجده، وكان مولده في سنة ١٨١١ ووفاته سنة ١٨٨٦؛ وبرع لست في العزف على البيانو وفي التصنيف الموسيقي، وله بالأخص قطع كنسية رائعة؛ وطاف بباريس ولندن ومعظم عواصم القارة وخلب الألباب بافتنانه وسحره، وكتب عن رحلته كتاباً سماه (أعوام الحج)، وله مصنفات موسيقية في المقام الأول.
وقد أهدت الحكومة المجرية بهذه المناسبة إلى مدينة فينا لوحة تذكارية عن لست؛ واحتفلت الحكومة بوضعها في دير (شوتنهوف) في احتفال رسمي فخم شهده وفد عن الحكومة المجرية، وشهده جمع كبير من الوزراء وأقطاب الفن؛ وألقيت خطب عديدة عن حياة لست وعن عبقريته الفنية؛ وعزفت قطع من تصنيفه ونوه الفريقان بالدور العظيم التي تقوم به ذكرى لست في توثيق الروابط الثقافية والفنية بين الشعبين المجري والنمسوي
دوهامل ومستقبل الكتب
يكتب الآن مسيو جورج دوهامل عضو الأكاديمية الفرنسية في مجلة (مركير) الشهيرة عدة مقالات عن مستقبل الكتب، وما يهددها من أخطار عظيمة من جراء السينما والراديو وغيرهما من الوسائل المصطنعة لنشر الثقافة السطحية؛ وقد كان مسيو الفريد فاليت يكتب في مجلة (مركير) في نفس الموضوع قبل جورج دوهامل؛ ويلاحظ مسيو دوهامل في مقالاته القوية الممتعة أن هذا العصر الذي يهدد فيه مصير الكتب بأشد الأخطار، هو العصر الذي اشتدت فيه حاجة الإنسان إلى (الكتاب) الجيد، وينعى على الحركة الأدبية المعاصرة ما تبديه من الميل إلى جعل الأدب سلعة تجارية وجعله آلياً وتجريده من كل عناصره المعنوية، وذلك طبقاً لأساليب تجعل من الذهن سلعة تجارية منحطة. ويزمع مسيو دوهامل أن يجمع هذه المقالات في كتاب خاص تنتظره الدوائر الأدبية بفارغ الصبر.