كان عليه أن يقود زمام جماعة من الملاك، وملك، وملكة، وبعض الحظايا؛ ولكن عليه اليوم أن يقود زمام ملايين الناخبين، وزمام صحافة غدت في عصرنا قوة هائلة تختلف نزعاتها ومصالحها.
مدرسة للفن المسرحي
أنشأت الحكومة النمسوية أخيراً مدرسة فنية من نوع خاص هي (مدرسة أساتذة الفن المسرحي)؛ وتعنى هذه المدرسة الجديدة التي ألحقت بأكاديمية الفنون الجميلة، بتعليم كل ما يتعلق بتنظيم المناظر المسرحية وزخرفة المسرح والإخراج المسرحي، وانتدب للتعليم فيها أشهر أساتذة هذا الفن من الأخصائيين في الزخارف وتنظيم الثياب والإخراج وغيرها. ومدة التعليم فيها سنتان؛ ويدخلها الطلبة بعد جواز امتحان فني يثبت أهليتهم لتلقي الشؤون المسرحية؛ والتعليم علمي وعملي بحيث يقضي الطلبة نصف اليوم في تلقي الدروس النظرية، ثم يقضون باقي اليوم في نفس المسارح لتلقي التجارب العملية. وتمنح للطلبة الفائزين بعد عامين (دبلوم فنية) للعمل في المسارح كأساتذة للإخراج الفني.
ذكريات صحفي شهير
صدر أخيراً بالفرنسية كتاب للصحفي الشهير لوسيان كوربشيه عنوانه (ذكريات صحفي) ` في مجلدين كبيرين؛ وقد كان كوربشيه من أعظم صحافيي ما قبل الحرب، يكتب في أشهر الصحف الباريزية، وكانت له علائق أدبية وثيقة بأعاظم كتاب العصر ولا سيما الكاتب اللوريني الأشهر موريس باريس. ويتناول الجزء الأول منه ذكريات كوربشيه أحوال باريس ومجتمعاتها قبل الحرب، وهو بهذه الصفة وثيقة تاريخية ثقافية لها قيمتها؛ ويتناول الجزء الثاني حياة كاتبين عظيمين هما موريس باريس وبول بورجيه، وقد كان باريس يتولى زعامة فرنسا الأدبية في بعض المناحي ولاسيما الكتابة السياسية الوطنية، وكان بورجيه يتولى الزعامة الأدبية في عالم النقد والتحليل النفسي؛ وقد استطاع كوربشيه أن يقدم لنا صوراً حية قوية من هذين الكاتبين، ومن الآثار العميقة التي أحدثاها في جيل عصرهما الأدبي والثقافي؛ ويبدي كوربشيه فوق ذلك حبه وإعجابه العميق لهما. ويعتبر كتاب كوربشيه نداء للشباب والجيل الجديد يذكره بالقديم وما كان فيه من عظمة تفي