مفصلة تشرح نفسية المترجم وتميط عن نزعاته وميوله وعوامل ذلك، مستمدا شرحه وتحليه من آثار الكاتب أو الشاعر الأدبية التي اشتهر بها، لكلف نفسه شططا.
فالناظر في الأدبين العربي والإنجليزي، لا يسعه إلا أن يلاحظ أن يجد في تاريخ الأخير شخصيات قوية مستقلة ظاهرة التباين والاختلاف، مصورة في أعمالها الأدبية حتى لتكاد تغني بها عن ترجمة المترجمين، وتحوي كتاباتها صورها النفسية الداخلية فلا تكاد تترك للمؤرخ أكثر من سرد التواريخ وبعض الوقائع وهي لذلك ممتعة جذابة يحس القارئ أن بينه وبينها على اختلاف اللغة والزمن والوطن تجاوبا وصلة شاملة هي صلة الإنسانية، ويطربه أن يراها تعالج نفس المشاكل وتخامرها نفس الخواطر والخوالج التي تساوره، وأمثال تلك الشخصيات الواضحة أقل عددا في تاريخ الأدب العربي.