- لقد دخلت حديقة بريتولا في مساء الليلة الماضية ثم تسلقت إحدى الأشجار إلى غرفتها، وكاد أمرك يفتضح لولا أنها أشفقت عليك ورأفت بك ولم تفعل شيئاً أكثر من أنها طردتك من نفس الطريق الذي جئت منه!!
ولم يغب عن بال تنكريد ماذا تقصده بريتولا من هذا الكلام الذي قالته للقسيس، وأخذ يفكر فيما يجب عليه أن يفعله في مساء تلك الليلة، ولكن القسيس ما لبث أن قطع عليه حبل تأملاته فقال:
- إنك تظن أيها المنافق أن في إمكانك أن تحمل هذه السيدة الفاضلة على حبك. . . ولكن لا! ولست أغالي إذا قلت لك انك أصبحت الآن أبغض الناس إليها، وأثقلهم على قلبها! وليس هذا فقط، بل أنك أمسيت في نظرها كالطاعون الذي لا يترك إنسانا إلا بعد أن يفتك به! حقا إنك لم تستمع لنصحي ولم تأبه لإرشادي، ولكني أؤكد لك بأن الأمر قد خرج الآن من يدي. فإذا لم ترتدع، فستضطر بريتولا إلى إخبار اخوتها أو زوجها بكل ما فعلته معها، وفي هذا كما تعلم ويل وعذاب لك. . .
وبعد أن هدأ تنكريد ثورة القسيس بوعوده وتوسلاته غادر الكنيسة وهو على أشد ما يكون من الفرح والسرور وفي المساء ذهب إلى منزل بريتولا ثم دخل الحديقة وتسلق الشجرة التي تؤدي إلى نافذة غرفتها، والتي تركتها مفتوحة لهذا الغرض. ولما دخل الغرفة قابلته حبيبته يشغف ظاهر وسرور عظيم، وتعانق الاثنان عناقا حارا وهما يشكران هذا القسيس الذي كان واسطة التعارف بينهما!
ومن بعد هذا اليوم أصبح العاشقان الفاسقان يتقابلان دون أن يحتاجا إلى وساطة هذا القسيس الطيب القلب!!