للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سيفعله بالطبع - فأرجو منك ألا تصدقه. . .

وبعد أن مرت بين الاثنين فترة سكوت قصيرة قطعها القسيس بقوله:

- إن ما فعلته يا سيدتي إنما هو الصواب بعينه؛ وقد قمت بواجبك خير قيام. ولست أنكر أن عمل تنكريد في منتهى الخسة والدناءة، ولكني مع ذلك استحلفك بالله أن تتركي هذا الأمر لي مرة أخرى دون أن تخبري أخوتك بشيء مما حدث؛ وسترين بعد ذلك إذا كان في إمكاني أن أقوم اعوجاج تنكريد. فإذا أفلحت كان بها، وإذا فشلت فسأترك لك الخيار في أن تتصرفي في هذا الأمر كما تشتهين. . .

وقبل أن تغادر بريتولا الكنيسة قالت للقسيس وهو يودعها:

- تأكد يا سيدي بأنني لن أضايقك بهذه المسألة بعد الآن. وقد استقرر رأيي على ألا أخبرك بشيء في هذا الموضوع مطلقا

وما كادت بريتولا تبرح الكنيسة حتى استدعى القسيس صديه تنكريد بعد أن استقر رأيه على أن يزجره زجرا شديدا وأن يعنفه تعنيفا قاسيا. ولما حضر قابله بوجه مقطب، ومظهر قاس، ثم انتحى به ناحية من الكنيسة وأخذ ينهال عليه بالشتائم واللعنات التي كانت تزداد حدتها شيئاً فشيئاً، بينما جلس الآخر في مكانه هادئا ساكنا كما لو كانت هذه الشتائم واللعنات موجهة إلى غيره! وأخيرا تضايق تنكريد من تأنيب القسيس وقال:

- ما الذي فعلته يا صحابي حتى استحق منك كل هذه الشتائم؟

فازداد غضب القسيس لهذا الإنكار وضحك ضحكة ساخرة ثم قال:

- ألا تدري ماذا فعلت أيها الأحمق؟ إنك تتكلم كما لو كان هذا الأمر لا يعنيك. . .

فتظاهر تنكريد بالدهشة وقاطعه بقوله:

- عن أي أمر تتحدث يا مولاي؟؟

فحملق القسيس في وجهه بشدة وقال:

- أين كنت في مساء الليلة الماضية؟؟

فأجابه تنكريد بهدوئه وسكونه المعتاد:

- لست أدري بالضبط يا سيدي!!

فازدادت ثورة القسيس ثم قال:

<<  <  ج:
ص:  >  >>