للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقدم.

ولم يبق إلا غياب الزوج عن منزله لتكلل خيانة بريتولا بالنجاح التام. ولم يطل انتظارها طويلا إذ اضطر الزوج بعد بضعة أيام من وقوع الحادث السابق إلى السفر إلى جنوا، للقيام بإحدى المشاغل الضرورية التي تتطلبها طبيعة عمله

وذهبت بريتولا إلى القسيس مرة ثالثة عقب سفر زوجها مباشرة وقالت له وهي تبكي:

- لقد سبق أن قلت لك يا سيدي بصراحة أنه لا يمكنني أن أحتمل مضايقة تنكريد أكثر من ذلك. ولما كنت قد وعدتك بالا أقدم على عمل شيء قبل مشورتك، فقد جئت إليك اليوم لأشكو لك من صديقك تنكريد. . .

فذهل القسيس حينما سمع منها ذلك وسألها قائلا:

- ألا يزال هذا الملعون يضايقك؟؟ فقال له: بريتولا وهي تتظاهر بالحدة والغضب:

- نعم. ففي مساء الليلة الماضية دخل حديقة منزلي بعد أن علم بسفر زوجي إلى جنوا - ولست أدري كيف - وتسلق إحدى الأشجار إلى نافذة غرفتي، والتي كانت لسوء حظي مفتوحة في ذلك الوقت. وكنت على وشك أن أصرخ عندما رأيته في غرفتي لولا أنه توسل إلي ألا أفعل ذلك، ورجاني بأن أكون رحيمة به فلا أرتكب ما يلفت أنظار الناس إليه. وأقول لك الحق يا سيدي إنني خضعت لتوسلاته ولم أفعل شيئاً أكثر من أنني طردته من نفس النافذة التي جاء منها ثم أغلقتها وراءه بشدة. . .

وبعد أن سكتت برهة تابعت حديثها فقالت:

- والآن أرجو أن تحكم يا سيدي بنفسك في هذا الأمر وتخبرني هل في إمكاني أن أحتمل مضايقة تنكريد أكثر من ذلك؟؟ أو ليس من الواجب أن أخبر أخوتي بما فعله حتى يردوه إلى صوابه، ويعيدوا إليه ما عزب من عقله؟؟

واحمر وجه القسيس حينما سمع ذلك وفار دم الحنق والغضب حارا في عروقه وقال:

- وهل أنت متأكدة من أن الذي دخل غرفتك إنما هو تنكريد دون غيره؟؟

فأجابته بريتولا وهي لا تزال تبكي:

- وهل يمكنني يا سيدي أن أخطئ في معرفته بعد كل ذلك؟؟ فأنا واثقة تمام الثقة من أن الشخص الذي دخل غرفتي إنما هو تنكريد نفسه. وإذا تجاسر وأنكر ذلك أمامك - وهذا ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>