ضئيلا جدا فلا يمكن تبينه، ويجب أن تعلم هذا ممن حلت بهم لعنة الله، أما عن نفوس القديسين فسيكون نصيبها الامتزاج بالله
دنس اسكوتس: إن الموت يجعل الكائنات تمتزج بالله مرة اخرى كأنها صوت يغيب في الهواء
بوسويه: ان أوريجن ودنس اسكوتس يخطئان هنا، فأن ما روي في الكتب المقدسة عن عذاب الجحيم يجب أن يفهم بمعناه الدقيق الحرفي، وهو أن الأشرار سيظلون أبدا تتنازعهم الحياة والموت، وسيخلدون في العذاب لأنهم سيبقون أقوياء لا يموتون، وضعفاء لا يحتملون، ولن يبرحوا يئنون على مقعد من النار مغمورين في مض من الألم لا شفاء لهم منه.
سنت اوجستين: نعم يجب أن نفهم هذه الحقائق بمعناها الحرفي، ونعلم أن أجسام الأشرار هي التي ستعذب في النار، ولن ينجو من هذا العذاب الشديد الأطفال الذين يموتون عند ولادتهم، أو حتى في بطون أمهاتهم، فهكذا قضت العدالة الإلهية، فإذا رأيت أنه يتعذر عليك تصديق أن الأجسام التي تلقى في النار لن تهلك أبداً فهذا نتيجة الجهل المحض، فأنت لا تعلم أن هناك أنواعاً من اللحم تحفظ في النار كلحم الديك البري، وقد جربت هذا في هدهد، إذ هيأ لي طاه أحد هذه الطيور وخصص نصفه لغذائي، وبعد أسبوعين طلبت النصف الآخر فكان لا يزال صالحا للأكل، فظهر لي أن النار حفظته كما ستحفظ أجسام الأشرار.
سمنجالا: إن كل ما سمعته من أنواع الفلسفة إلى الآن مظلم كظلام الغرب الدامس، والحقيقة أن الأرواح تحل في أجسام مختلفة قبل أن تمتزج بالنيرفانا المباركة التي تضع حداً لشرور الحياة، فقد حل (جوتاسا) في خمسمائة وخمسين شكلا قبل أن يصير (لودا) فكان ملكاً ثم عبداً ثم قرداً ثم فيلاً ثم ضفدعة ثم شجرة من أشجار الدلب وهكذا
قسيس: إن الناس يموتون كما تموت دواب الحقل، ومصيرهم كمصيرها، وكما يموت الناس تموت البهائم أيضا، وكلاهما يتنفس هواء واحدا وليس للناس شئ لا تملكه البهائم.
تاسيتوس: ان هذا الكلام يكون مقبولا مفهوما لو نطق به يهودي خلقت نفسه للعبودية، أما أنا فاني أتكلم كروماني فأقول: إن أرواح الوطنيين المشهورين لا تفنى ويجب أن نؤمن بذلك إيمانا صحيحا، ولكننا نتهم عظمة الآلهة إذ نحسبها تهب الخلود لأرواح العبيد