ابيقور: أجل يا أرسطو لقد كان مما مهد لها سبيل سعادتها وهناءتها ما بين نفسها ونفسنا من شبه، فكلتاهما قابلة للفناء معرضة للموت. أما أنت أيتها الأطياف فانتظري في هذه الحدائق الوقت الذي تفقدين فيه الحياة نفسها وبؤسها مع الرغبة فيها ولا الولوع بها، ولتريحوا أنفسكم بالتأمل والتفكير في هدوء لا يكدر صفوه مكدر.
بيرهون: ما الحياة.؟
كلود برنارد: الحياة هي الموت
فسأله بيرهون قائلا: وما الموت؟ فلم يجبه أحد، واختفت الأطياف في سكون كأنها سحاب يفر من الرياح
وحسبتني تركت وحيدا على العشب حتى لمحت منيبوس وقد عرفته بابتسامته التهكمية
فقلت له: كيف تتحدث هذه الجماعة عن الموت يامنيبوس كأن لم يكن لها به عهد؟ وكيف يجهلون مصائر الإنسان كأنهم ما زالوا على الأرض.
قال لا ريب أن هذا يرجع إلى أنهم ما زالوا إنسانيين وفانين إلى حد ما، فإذا ما ولجوا باب الخلود فلن يتكلموا ولن يفكروا، إذ سيصبحون كالآلهة.