أضاف إلى العناصر المحلية ما يناسبها ويخصبها من العناصر الأجنبية، وكلما احتجن الأدب جانباً من تلك العناصر مثَّلها ومزجها بنفسه وصبغها بصبغته الخاصة.
فالأدبان العربي والإنجليزي قد نشأ في بيئتين طبيعيتين مختلفتين وترعرعا في مجتمعين متباينين، وتأثرا بعوامل عالمية مختلفة، وهاجر أحدهما من بيئته الأولى إلى بيئة جديدة بينما ظل الآخر في وطنه الأول، فلا غرو أن يختلف الأدبان في الصبغة والمناحي والأوضاع والأغراض والأخيلة، اختلافاً يروع الناظر فيهما فيخيل إليه أن ليس هناك تشابه بينهما فقط، ولا وجه للموازنة والمقابلة، ويكاد يخفي ما فيهما من تعبير مشترك عن شتى النوازع النفسية والظواهر الاجتماعية، التي تتفق فيها الطباع الإنسانية، في شتى المجتمعات، ومختلف البيئات.