للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فاكثر النقاد الإنجليز كانوا كما تقدم من أعلام النظم والنثر، وكانوا مطلعين على الآداب الأجنبية، وما كُتب فيها في النقد، ثم هم كانوا - ولا سيما متأخروهم - مهتمين بالفنون الأخرى بجانب الأدب، واقفين على ما كتب في نقدها، بل كان منهم من جَمعَ بين نقدها والنقد الأدبي: فدريدن واضع أساس النثر الإنجليزي الحديث كتب رسالته في (الموازنة بين الشعر والتصوير) وكذلك جمع لام وثكري وركسن بين نقد الأدب ونقد التصوير أو النحت؛ ولا ريب أن تفقه الناقد في تلك الفنون أكبر معوان له على حسن النظر في الأدب وصدق النقد له، لتشابه الفنون في وسائلها وغاياتها.

فالناقد الإنجليزي كان اكثر أهلية للنقد وقدرة على النجاح فيه: لأنه كان يمارس الأدب بنفسه نظماً ونثراً فهو أدرى بدخائله ولأنه مطلع على الأدب الأجنبي، فهو أدرى بمحاسن أدبه ومثالبه، ولأنه متبصر في الفنون فهو أعلم بمناحي فنه الخاص - الأدب - ومن ثم حفل الأدب الإنجليزي بالدراسات القوية لعصور الأدب وفحوله وفنونه، وجاء تاريخه أوضح منهاجاً وأبين معالم من تأريخ الأدب العربي.

فخري أبو السعود

<<  <  ج:
ص:  >  >>