هذا السحاب الكثيف، وينير الكهف بأشعته الباسمة، فنستطيع الدخول آمنين. ولا يغرب عن بالك أن من الأمكنة ما هو شديد الخطر، والمستدق ضيق وعمر يقع بين بحيرتين لم يسبر غورهما بشر. . . ولم يخطر ببالي أن أحمل معي مشعلا أو سراجا منيرا. . . ولكني أعتقد أننا سنجد على ضوء مسماء هدى. . ألم تلجي هذا الكهف يوما؟
مليزاند: كلا
بلياس: فلندخل. . . يجب أن تملئ عينيك بالمكان الذي فقدت فيه الخاتم كما قلت له ليتسنى لك وصفه إذا سألك عنه. . . إن الكهف كبير فسيح، ورائع بهيج، تموج فيه ظلمات تضرب إلى الزرقة بعضها فوق بعض. وإذا أشعل إنسان فيه مصباحا صغيرا خيل اليه أن القبة مغطاة كالسماء بنجوم وكواكب. . . لا ترتعدي هكذا! خلي عنك الخور فليس هنا من خطر، وسنقف في اللحظة التي يغيب عنا الضوء المنبعث من اليم. ما الذي يفزع جنانك؟ أهو صوت الهواء الضارب في بطن الكهف؟ أتسمعين عجاج البحر خلفنا؟ كأني به غير سعيد الليلة!. . . آه! ها هو ذا النوء!. . (في هذه اللحظة ينير القمر مدخل الكهف وجزء من داخله، ويرى فيه ثلاثة شيوخ بيض الشعور في أسمال بالية، ينامون على الأرض متلاصق ورؤسهم متكئة على صخرة كبيرة)
مليزاند: آه!
بلياس: ماذا جرى؟
مليزاند: أرى. . . أرى. . . (ثم تشير بإصبعها إلى الفقراء الثلاثة)
بلياس: نعم. لقد رأيتهم أنا أيضا
مليزاند: هلم نخرج. . . لنذهب من هنا،
بلياس: انهم ثلاثة شيوخ نيام استبدت بهم الفاقة. . . لماذا فزعوا إلى الكهف يستعدون فيه النوم على الألم؟ بالبلاد قحط ألم. . .
مليزاند: تعال معي نغادر هذا المكان!
بلياس: سكني روعك وتكلمي بصوت خافت حتى لا يستيقظ هؤلاء المساكين. . . إنهم ناعمون في نوم عميق. . . تعالي