أنه لا يعني في ترجمة الأشخاص بالحوادث العامة قدر عنايته بالحوادث والصور الخاصة وقراءة الأفكار والمشاعر من الأعمال والتصرفات الشخصية، فكذلك قد عني بأن يبرز من النيل شخصيته المعنوية الرائعة وما يرتبط بها من الصور والأفكار التي ترجع إلى غابر العصور، وتسبغ على النيل طابعاً من العظمة الخالدة. وكتاب لودفيج شعري ووصفي أكثر منه جغرافياً، وإن كان المؤلف لم يهمل تقديم المعلومات الجغرافية الكافية. وقد صدر كتاب لودفيج بالإنكليزية لأول مرة، ولم يصدر بالألمانية، لأن لودفيج من الكتاب اليهود الألمان الذين شردتهم ألمانيا الهتلرية، ونزعت منهم كل حقوق الطبع والنشر في ألمانيا، وحرمت دخول كتبهم في الأراضي الألمانية، ولذلك يصدرون اليوم كتبهم في لندن وباريس وامستردام، تارة بالألمانية وغالباً بالإنكليزية أو الفرنسية.
وفاة مشترع نمسوي
من أنباء النمسا أن الدكتور يوسف ردلنج المشترع النمسوي الكبير قد توفى في التاسعة والستين من عمره؛ وقد كان الدكتور ردلنج حجة في المسائل القانونية والإدارية وخصوصاً ما كان منها ذا صفة دولية؛ وكان حتى وفاته عضواً في محكمة العدل الدولية الدائمة؛ وكان أيضاً من أقطاب الساسة النمسويين في أواخر عهد الإمبراطورية، وقد شغل منصب وزير المالية في آخر وزارة للإمبراطور كارل؛ ثم تولى الوزارة مرة أخرى في سنة ١٩٣١. ومنذ سنة ١٩٢٦ يشغل منصب أستاذ القانون العام في جامعة هارفرد.
وللدكتور ردلينج عدة مؤلفات قانونية شهيرة منها كتاب عن إجراءات مجلس العموم البريطاني، وكتاب آخر عن الحكومات المحلية الإنكليزية؛ وهما من أحسن الكتب في موضوعيها.
صورة حية للإنسان الأول
نشرت صحف هلسنجفور نبأ غريباً عن عثور بعثة للصيد على مخلوق مدهش نصفه قرد ونصفه إنسان في بعض إحراج ريغا عاصمة لاتافيا. وتفصيل النبأ أن بعثة صيد كانت تجوس خلال إحدى الغابات الكبيرة في تلك المنطقة، فلحظ بعض أفرادها ذلك المخلوق جاثماً عند ساق شجرة؛ فلما اقتربوا منه فر هارباً، وتسلق أحد الأغصان المدلاة، وصعد إلى