للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشعبية والحكومية، وتتبين فيه الروح التي تسيطر على كل مدرسة ونظامها المحلي والداخلي، وما يتعلق فيها بالأساتذة وطريقة اختيارهم ومرتباتهم ورؤساء المدارس وأعمالهم، كما تتبين الغاية التي يرمي إليها التعليم في جملته، فلقد أسهب الأستاذ في الأمثلة وإيراد البينات والجداول التي تقوم فيها الأرقام مقام الكلام، ثم تطالع إلى جانب ذلك فصولاً في الجامعات الإنجليزية ونظمها وكليات المعلمين، وإدارة التعليم في البلاد والسلطات المحلية والرئيسية والتفتيش المدرسي وأعمال المفتشين. . . الخ

ولقد يقول بعض الناس، وأراهم محقين فيما يقولون إن الكتابة عن التعليم ينبغي أن تكون كتابة نقدية تحليلية، أو بعبارة أخرى ينبغي أن يعنى فيها بالناحية النظرية ويكتفي بضرب الأمثلة، على نحو ما فعل صاحب (سر تقدم الإنجليز السكسونيين) مثلاً في كلامه عن التربية في إنجلترا، وكما فعل مؤلف هذا الكتاب الذي أحدثك عنه في كلمته التي صدر بها الكتاب، وهي (كلمة عامة عن العلم في إنجلترا). بيد أني أرى من جهة أخرى أن الطريقة الوصفية تضع أمام المشتغل بالتربية مادة درسه فيستخرج منها ما شاء من النظريات، وهي في ذاتها طريقة عملية يظهر أثرها قوياً كما أسلفت بين نظم ونظم، وبالمقارنة يهتدي إلى كثير من الصواب. وكذلك أميل إلى اعتبار طريقة الأستاذ ميزة كتابة بدل أن أراها عيباً فيه، هذا ومما يحمد له أنه يشير بين حين وآخر إلى ما يراه من أوجه النقص في نظمنا ذاكراً ما يرى من أوجه الإصلاح والعلاج بقدر ما اتسع له المجال؛ وحبذا لو رأينا له في القريب العاجل كتاباً عن (التعليم في مصر) ينتقد لنا فيه ما يراه عندنا من خلل ونقص ويبسط لنا آراءه فيما يرى من سبل الإصلاح.

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>