ولنكرره للمرة الثالثة ولو أعدناه للمرة الثالثة بعد المليون ما ضجرنا.
أيهما الأصل. . . القصة؟ أم لغتها؟ إن كانت القصة هي الأصل وهي الجوهر وهي مدار الحديث وجب أن تكون عناية النقد موجهة إليها، وان كانت القصة القشور واللغة الجوهر فهذه مسألة أخرى.
ولنفرض يا سيدي ان لغة (عودة الروح) كانت هي الإنجليزية أو الفرنسية أو الفارسية، فماذا؟ ماذا بالله يا أبا الأسود الدؤلي؟ هل أخذت (احتكارا) باللغة العربية فما يكتب إنسان إلا بها ولا يدور حوار ما بين القطبين الا على أوزانها وضروبها ونحوها وصرفها؟ ولنفرض أن العامية من العربية كالفرنسية أو الإنجليزية منها أفلو أن توفيق الحكيم كتب (عودة الروح) بأية لغة من لغات العالم كنا نرفضها ونأبى ان نعترف لكاتبها بجهد أو فضل لمجرد انه كتب قصته بهذه اللغة أو بتلك؟ أفلا نقرأ القصص في لغات العالم فنعجب بها وهي ليست باللغة العربي؟ لست اسأل هازلا أو متندرا بل إني لجاد كل الجد، فإذا كنا نفعل ذلك فما بالنا نقف من قصة بالعامية هذا الموقف؟ ولنفرض يا سيدي أن توفيق الحكيم لا يعرف اللغة العربية أفنكسر هذا القلم الذهبي ونخرس هذا اللسان الحكيم ونقبر هذا العقل الخلاق لمثل هذا السبب؟ بل ولألف سبب مثل هذا السبب؟! وأي أديب سلمت لغته من الشوائب وها هو أحد أئمة النقد يصف أسلوب أحد أئمة الكتاب بانه لا يسلم من الابتذال وكاتب آخر ينال من كاتب معروف ويقول فيه ما لم يقل عشر معشاره في توفيق الحكيم؟!
وأيهما أجدى على الدنيا وأجدى على الأدب، كاتب ذخيرته ألفاظ وكلمات ام كاتب ملء أهابه الحياة وملء جعبته الدنيا يخرج لنا منها عقله الموهوب زادا دسما وطعاما لنا فيه شبع وري؟ لو اجتمع الكاتبان لكانا أمل الدنيا وأنشودة العالم فإذا لم تشأ حكمة أزلية الا أن تفرق بينهما فأيهما نأخذ وأيهما ندع؟
ان الأدب غاية، واللغة وسيلة، وحرام ان نهدم الغاية من أجل الوسيلة، ونغالي من قدر هذه الوسيلة حتى ليتعذر علينا بلوغ هذه الغاية
محمد علي حماد
(الرسالة): - كلام الأستاذ أشبه شيء بالدعابة، فان أكثره لا يجري على قواعد الأدب ولا أصول الفن، ولعمري كيف نستطيع أن نفصل المعنى عن اللفظ أو القصة عن اللغة أو