واذكروا حلف ذي المجاز وما ... قدم فيه العهود والكفلاء
حذر الجور والتعدي وهل ... ينقض ما في المهارق الأهواء
ونحن نعرف في السيرة مظهراً من مظاهر هذه العهود في (عهد الحديبية) وكان مندوب قريش في كتابته عمرو بن سهيل، وهو يقدم إلينا صورة من صور الحصافة والدقة في كتابة العهود والاتفاقات، فلم تكن قريش حديثة عهد بمثل هذا وانظر هذه الصورة التي يقدمها لبيد في معلقته:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زُبُر تجد متونَها أقلاُمها
ومثل هذه الصورة شائع في الشعر الجاهلي الذي بين أيدينا، وكلها تثبت أن العرب لم يكونوا غرباء عن الكتابة والقراءة وإذن فافترض أن القرآن استعار مادة القراءة من بعض اللغات السامية الأخرى لعدم العثور على هذه المادة في النصوص الجاهلية التي بين أيدينا افتراض فيه شيء كثير من المجازفة.