على جملة من العلماء لم يتمكنوا إلى الآن من إتمام العمل الذي كلفوا أن يقوموا به.
وكان الجزء الخامس قد وكل أمر العناية به إلى الأستاذ س. د. جويتاين وهو الآن في العقد الرابع من العمر تخرج من جامعة فرنكفورت بألمانيا وكان من خيرة تلاميذ الأستاذ المرحوم يوسف هورفيتس واختاره للتدريس بالجامعة العبرية بالقدس.
وقد بذل الأستاذ جوبتاين جهده مدة سنين كثيرة في مراجعة صفحات المخطوط وأخرجه بعد عناء ومشقة على النسق المألوف عند كبار المؤلفين من المستشرقين مع مقدمة علمية بحث فيها الناشر في أصل تسمية الكتاب وما يحتوي عليه مع مقارنة بين من سبقه وبين من أتى بعده من المؤرخين وبيّن ما أخذه ممن كان قبله ومن أخذ عنه ممن جاء بعده.
ومما يؤسف له أن هذه المقدمة النفيسة قد وضعت بالعبرية من ناحية، وبالترجمة الإنجليزية من ناحية أخرى، وقد أكتفي الناشر بكلمة موجزة بالعربية. كان من الواجب أن يصدر بالمقدمة العربية قبل كل شيء، لأن الكتاب عربي موجه إلى الناطقين بالضاد قبل غيرهم، وإذا كان جمهرة من العلماء الإفرنج يدرسون كتاب أنساب الأشراف فهم يستطيعون أن يدرسوا المقدمة بالعربية أيضاً.
وكذلك أقول عن الذيل الذي وضع بالإنجليزية كأن الكتاب إنما كان موجهاً إلى الغربيين لا للأندية المثقفة من أبناء الشرق أيضاً.
وإني أوجه أنظار الأساتذة العاملين على إخراج بقية أجزاء الكتاب ألا يتورطوا فيما تورط الأستاذ جويتاين من مسألة المقدمة والذيل التي أغفل فيهما العربية إغفالاً يكاد يكون تاماً
والذي نتمناه من صميم الفؤاد أن يبادر بقية العلماء القائمين بمراجعة الكتاب بإخراج الأجزاء الأخرى حتى يستفيد العالم العربي عاجلاً من كتاب أنساب الأشراف الذي يعد بحق من أمهات المصادر لكل من يبحث في عصر ظهور الإسلام وفجره وضحاه