فقالت وهي تخلط:(كيف يكون ارتفع وهو قد هبط. . ألسنا نأخذ أقل)
فقالت قريبتنا:(تمام. . ٣٩٤ أقل من ٣٩٧)
فقلت:(دعيني أشرح لك الأمر. . تصوري أن الفرنكات التي في الدنيا كلها انقلبت تفاحاً)
فقالت زوجتي:(نعم)
قلت:(وتذهبين إلى السوق وتجدين التفاح كثيراً فتشترين الأقة بخمسة قروش)
قالت:(نعم)
قلت:(وفي أثناء الليل يرتفع التفاح)
فقالت قريبتنا:(كيف يرتفع)
قلت:(يقل. . هه. . يتعفن. . يسرق. . تصيبه آفة. . . يقل والسلام؛ فإذا ذهبت تشترين أخذت بالقروش الخمسة أقل من أقة)
فقالت قريبتنا:(يعني أنه يهبط)
قلت:(يصعد)
قالت:(كيف يصعد وهو أقل؟)
فقال زوجها:(اسمعي. . أنا أفهمك المسألة. . . تعرفين مقياس الحرارة)
قالت:(بالطبع. . ما له؟)
قال (لا شيء. . تنظرين إليه يوماً فتجدين أن الرقم الذي يشير إليه ثلاثون؟)
قالت:(نعم)
قال (وفي اليوم الثاني تنظرين إليه فإذا الرقم قد صار ٢٨. . . ومعنى هذا أنها هبطت
قالت: (نعم)
قال:(أما الفرنك فان المعنى يكون العكس)
قالت:(نعم)
قال:(هذا كل ما هنالك)
فنظرت إليه كالمذهولة وكنا نحن نضحك؛ فقالت زوجتي وهي تجرها: اسمعي. . . إنهم يضحكون منا ويخيل إلي أن أسلم طريقة أن نقول إن الفرنك صعد كلما فهمنا أنه هبط)
واستأنفنا السير وكنا قد ملنا عن طريق بيروت إلى طريق (عالية) وفرغنا من الانحدار