(١) تنوخ: وتسكن غرب الفرات بين الحيرة والأنبار في طنب من وبر الجمال
(٢) العباد: ويسكنون البيوت في الحيرة
(٣) الأحلاف: ولم يكونوا ينتمون إلى إحدى الطائفتين السابقتين بل ألحقوا أنفسهم بأهل الحيرة، وعاشوا بينهم كأنهم آبقون قتلة يلاحقهم الثأر، أو مهاجرون معوزون يحاولون الاطمئنان على مستقبلهم
وطبيعي أن يؤثر أهل المدن إلى حد بعيد في السكان، ولقد رأينا هشاما يسميهم (العباد) وهذا لفظ غير دقيق تماماً إذ العباد عرب الحيرة المسيحيون، وقد سموا بذلك لاعتناقهم النصرانية، أما العرب الوثنيون الذين سكنوا الحيرة منذ أن أنشئت، وظلوا مقيمين بها، فلم يكونوا يدلون على نقيض المعنى المفهوم من الوثنية. أما لفظ (العباد) فيقصد به خُدَّام الله والمسيح، ولا نستطيع أن نحدد تماماً أيان بدئ إطلاق هذا اللقب على أولئك المتدينين الذين كانوا من قبائل مختلفة، كانت تسكن الحيرة أثناء القرن السادس، وليست التواريخ ذات قيمة كبيرة نسبياً، بيد أن الأمر الذي تجب الإشارة إليه، هو وجود جماعة عربية في فترة ما قبل الإسلام لم تكن قائمة على صلات الدم أو تجمها العصبية، ولكن تربطها روابط روحية أعني بذلك الإيمان العام. أما ثقافة وديانة (العباد) فقد تسرّ بنا إلى أقصى الأماكن والجهات النائية المنعزلة في شبه جزيرة العرب كما سترى ذلك مفصلاً في مكانه الخاص، وكان هؤلاء أساتذة العرب الوثنيين الذين قليلاً ما كانوا يقرءون أو يكتبون كما كانوا عازفين عن التعليم فخورين بجهلهم بالتهذيب الذي يرون فيه نوعاً من المذلة، ومع ذلك نرى أن أرقى العقول ثقافة بين البدو كانت مجذوبة بلا نزاع إلى الحيرة، ولقد وجد شعراء هاتيك الأيام في الأمراء خير مشجع، فزار كثير من شعراء الجاهلية بلاط اللخميين كما اتخذها بعضهم كالنابغة الذبياني وعبيد بن الأبرص دار إقامة
وليس من المهم أن ندخل في تفاصيل غير مجدية كأصل ونشأة دولة اللخميين في الحيرة، ويذكر هشام بن محمد الكلبي إن أول حاكم لخمي كان يدعى (عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن لخم) وهو الذي تبنّى جذيمة والذي انتقم له من الملكة الزّباء، ولسنا ندري في الغالب شيئاً عن خلفائه، حتى نصل إلى النعمان الأول المسمّى بالأعور، والذي كان حكمه