فلابد من أن تتصاعد روائح النتن من التفكير
إذا أُعطى لكل إنسان الحق في أن يتعلم القراءة، فلن تفسد الكتابة مع مرور الزمان فحسب، بل إن الفكرة نفسه سيفسد أيضاً
لقد كان الفكر فيما مضى إلهاً فتحوَّل إلى رجل؛ وها هو ذا الآن كتلة من الغوغاء. إن من يكتب سُوَراً بدمه لا يريد أن تتلى تلك السورة تلاوة، بل يريد أن تستظهرها القلوب
إن أقرب الطرق بين الجبال إنما هو الخط الممتد من ذروة إلى ذروة، ولا يمكنك أن تتبع هذا السبيل إذ لم تكن لك رجلا مارد. يجب أن تكون التعاليم شامخة كهذه الذرى، وأن يكون لمن تلقن لهم قوة الجبابرة وعظمتهم
لقد رقّ النسيم وصفاً، وهذه المخاطر تحدق بي عن كثب، وفكرتي تتخطر مرحة في قسوتها؛ أمامي الصراط الممهد فلأتخذنّ من الجن أتباعاً. أنا ربّ الجسارة والعزم؛ ومن توصل بأقدامه إلى طرد الأشباح لا يصعب عليه أن يخلق من الجنّ له أتباعاً
لقد تاقت شجاعتي إلى الضحك، وقد انقطع كل حبل بيني وبينكم. إن السحب المتمخّضة بالعواصف لهي سحبكم السوداء الثقيلة وأنا أهزأ الآن بها
إنكم تنظرون إلى ما فوقكم عندما تتشوقون إلى الاعتلاء، أما أنا فقد علوت حتى أصبحت أتطلع إلى ما تحت أقدامي. فهل بينكم من يمكنه أن يضحك وهو واقف على الذرى
من يحوِّمْ فوق أعالي الجبال يستهزئ بجميع مآسي الحياة، ويستهزئ بمسارحها، بل بالحياة نفسها
تريدنا الحكمة شجعاناً لا نبالي بشيء، تريدنا أشداء مستهزئين، لأن الحكمة أنثى، ولا تحب الأنثى إلا الرجل المكافح الصلب
تقولون لي إن الحياة وقر ثقيل، فقولوا لي أيضاً لماذا تقابلون الصباح بغروركم، ثم يجيء المساء فلا يجد فيكم إلا المذلة والخضوع؟
إن الحياة جدّ ثقيلة، ولكن ما هذا الخورُ الذي يبدو عليكم؟ أفلسنا كلنا دواب ولكل دابَّة منا وقِرُها؟ وهل من شبه بيننا وبين برعم الورد، يرتجف متضايقاً لسقوط قطرة الندى عليه!
لا ريب أننا نحب الحياة، وليس سبب ذلك لأننا تعودناها، بل السبب في أننا تعوّدنا حب الحياة