لقد مل الصحراء كما ملتها، أو لعله تعمد تجنبها رحمة بها وخوفاً عليها فأنه كان على يقين من أنه أعجز من أن يحارب أوضاع المجتمع الصارمة، وأضعف من أن يحطم التقاليد الغاشمة
ورأته في منامها على سفر يشير إليها بيده من نافذة القطار فقامت مبكرة وقطعت الوهاد والنجاد حتى بلغت محطة أول قرية تقرب من الصحراء لتتعزى برؤية المسافرين، ومرت القطر تباعا وهي تتأمل الوجوه الغادية والرائحة؛ (وأخيراً) لمحته من النافذة يرقبها في حذر ويشير إليها بيده من نافذة القطار، وسمعت بجانبها صوت رجل يقولون له (العمدة) يصيح: مع السلامة! لا تتأخر في الميعاد المحدد! وقال له صاحبه لماذا؟