للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقساماً. ومن اللطائف أني قلت لبعض الأصحاب: لماذا كتب اسم ياقوت مختصراً بحرف صغير؟ قال انظر. وأراني نسخة أهداها الناشر إلى بعض الأدباء، وقد سمي نفسه فيها المؤلف لا الناشر، ثم قال لا تعجب بعدُ من وضع اسم ياقوت هذا الوضع. قلت: أتعني أن قلم المطبوعات يفكر في حذفه؟

ثم قرأت على صفحة العنوان: (الطبعة الأخيرة) فلم أدر كيف سمى الناشر طبعته الطبعة الأخيرة. أرأيت إن طُبع الكتاب طبعة أخرى أتكون طبعتنا هذه الطبعة الأخيرة أيضاً؟ أيمكن أن يقال إن في نية وزارة المعارف أن تحرّم على الناس طبع الكتاب من بعد فتبقى طبعتها الطبعة الأخيرة إلى يوم القيامة؟

رأيت هذا كله في صفحة العنوان فسألت الله ألاّ يصدق المثل: (الكتاب يقرأ من عنوانه)، ومضيت أتصفح الكتاب فإذا هو مشكول كله كلمة كلمة وحرفا حرفا. وعجيب أنه تحمّل الكلمات هذه الأحمال، ويؤذي القارئ بهذه الأشكال دون فائدة. إن الشكل في مثل هذا الكتاب ينبغي أن يُتحرّى به مواضع اللبس، فلا يشكل ما لا يشتبه على القارئ، وأما شكل واو العطف و (في) الجارّة، والقاف من قال واللام من أداة التعريف فعمل أقل ما يوصف به أنه عبث. خذ مثلاً هذه الجملة من صفحة ١٩٤: (كان من أبلغ الناس في الكتابة) فهذه لا تحتاج إلى أن تشكل لقراء معجم الأدباء. فإذا راعينا المبتدئين من طلاب الأدب وضعنا كسرتين تحت الغين والسين. فأية حاجة إلى شكل الحروف كلها: (كَانَ مِنْ أَبْلَغِ الْنَّاسِ فيِ الكِتاَبَةِ)

قلت لنفسي: دعي شكل العنوان وشكلات الحروف ولا تقفي عند الأشكال وانظري إلى الموضوع. فقرأت فألفيت تحريفاً في الطبعة الأولى مُتَّبعاً، وتحريفاً آخر مبتكراً، وسوء صنيع في بيان مبادئ الكلام ومقاطعه، والفصل بين ما يقوله ياقوت وما ينقله، وشرحا في الحاشية لا يعدو في معظمه أن يكون غلطاً أو عبثاً

أعرض على القارئ أمثلة من هذه المآخذ، وأكتفي في هذا المقال بالتحريفات الواضحة والغلطات البيّنة تاركاً التحريف الخفيّ الذي يحتاج إلى مراجعة الكتب لبيان صوابه ريثما أفرغ له

أ - تحريفات في حروف الكلمات أو شكلها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>