يشرح، فلما قال ياقوت:(وكان لسعدان ابن المبارك النحوي ابن يسمى إبراهيم) كتب هو في الحاشية:
(سعدان علم منقول. والسعدان نبات من أحسن المرعى وأجوده يضرب به المثل؛ فيقال في الشيء يحسن ولاَ يبلغ في الحسن درجة غيره: ماء ولا كصداء، ومرعى ولا كالسعدان.)
وص ٢٣٨ (وهذا قول متمرد على الله مستغربا مهال الله)
وفي الحاشية: أغراه إمهال الله استدراجا له فتمرد وتمادى. وفي الحديث إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وقال تعالى:(وأُملي لهم إن كيدي متين)، (فمهِّل الكافرين أمهلهم رويداً)
وظاهر أن سوق الحديث والآية الأولى شرح للموضوع لا للفظ وهو فضول هنا. ومصدر هذا كله أن الشارح لا يسير على خطة، فهو حيناً يستطرد بما لا حاجة إليه، وحيناً يترك ما يحتاج إليه القارئ. بل أحسب أن للكتاب شراحاً مختلفين ليس بينهم اتفاق؛ ولهذا أدلة فيما يأتي
وأما ما سميته الشرح المضحك فمن فكاهاته:
ص ١٣١ في سياق الكتاب:(فجاء كتاب بعض بني مارقة من الصراة) فأراد الشارح أن يعرف القارئ بني مارقة فقال: (بنو مارقة قوم يسكنون الصراة) قلت: وفوق كل ذي علم عليم!
ص ١٦٥ في الكلام على إبراهيم الصولي ويزيد بن المهلب:(حتى قتل يزيد يوم العقر). وفي الحاشية: يوم العقر بفتح العين من أيام العرب، قتل فيه يزيد بن المهلب) فهل زاد الشارح على ما فهمه القارئ من الكتاب؟ على أن قتل يزيد كان في أيام بني أمية، وأيام العرب تقال غالباً لأيام الجاهلية
ص ١٦٧ روى ياقوت أبياتاً أولها: ولكن الجواد أبا هشام، الخ ثم قال بعد الأبيات:(وهذا الشعر يدل على أن قبله غيره) فقال في الحاشية في تفسير كلمة (غيره): أي من الشعر
ص ١٠١ هراة بفتح الهاء والراء بلد، النسبة اليها هروى، وبلخ بفتح وسكون يصرف ويمنع من الصرف، وإليها ينسب أبو معشر البلخي). لم يبال الشارح أن يبين أين هراة وبلخ، ولكن اهتم بأن يبين أن بلخا ممنوعة من الصرف أو مصروفة.