للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلم أر الطرة حتى جرت ... دموع عيني بالمريزيب

ثم قال وأنا أحفظها كالمريزيب وهي أصح وأبين. وأنا أقول كلتا الروايتين لا بأس بها والمعنى عليهما واحد

أما ما نبه إليه في صفحة ٢٢٠ من أن المراد بالفتى الطائي هو البحتري لا أبو تمام فلم يفت الشارح، بل سبقه إلى التنبيه عليه منذ شهرين في الاستدراك على الجزء الأول الذي طبع ملحقاً بالجزء الثاني؛ وكان يجمل بحضرة الناقد الحكيم أن يطلع عليه قبل أن يسجل نقده على صفحات الرسالة الغراء؛ وقد تداولت الأيدي الجزء الثاني من مدة غير قصيرة (يريد بالفتى الطائي أبا عبادة البحتري لسبق ذكره في هذه الأبيات) وقول حضرته إنه يريد بامرئ يصطاد نسر الجو بالنسر نفسه على جهة التشبيه بامرئ القيس (كما قلنا في ذيل صفحة ٢٢٠) أخالفه فيه، فقد يسوغ لي أن أرى الآن خلاف ما ذهبنا إليه معاً في ذلك بل يصح أن يكون امرؤ القيس لا دخل له هنا، وأن الشاعر (وهو ابن شاهين) إنما يرى نفسه كالبحتري الذي يزعم أنه ورث منه طرفاً كريماً وجواداً سابقاً أعنقت عليه قصيدته، وسار مسرعاً عليه أدبه، وأنه يريد (بامرئ يصطاد نسر الجو بالنسر) ممدوحه المقري إقراراً من الشاعر بأنه أشعر منه كما صرح بذلك من قبل في قوله:

ورثته منه ولكنما ... من شاعر وافى إلى أشعر

فالشاعر ابن شاهين هو نسر الجو (وقد اصطنع التوجيه والتورية في اسمه (شاهين) نسر الجو، والذي يصطاد نسر الجو بالنسر ويتغلب عليه هو المقري الممدوح بالقصيدة، يعني أنه أقوى من النسر، وأشد افتراساً من الشاهين. والغرض من هذا أنه أشعر وأقدر وذلك ظاهر واضح لمن يتأمل

ومثل ذلك ما أخذه حضرته على تعليقنا على مدينة (برديل) بصفحة ٢٥٧، فقد تلافينا هذا السهو بالاستدراك، فنرجو حضرته أن يطلع عليه بصفحة ١٠ منه، بل قد نبهتا إليه مرة أخرى في الجزء الثالث وأشبعنا القول في هذه المدينة، وهدانا الله منذ زمن إلى موقعها، والى لغات العرب فيها، بل إلى لغات غير العرب، وقلنا إنها هي مدينة بوردو، وأطلنا الكلام في ذلك بالجزأين الثاني والثالث

وفي الختام نقول لحضرة الكاتب أن اسم صاحب المرية هو (خَيْران) الفتى العامري

<<  <  ج:
ص:  >  >>