لأن يكون في يدهم مال. . (وأطرق شيئا ثم رفع رأسه وقال): هل تعرف أني زرت اليوم أختي؟؟. . إنها غنية كما تعرف. . وكيف لا تكون غنية وهي لا تنفق شيئاً؟ فلما دخلت عليها وفتحت فمي لأتكلم رفعت يدها في وجهي وقالت:(ولا مليم!) فغضبت وصحت بها ونهرتها عن هذا السلوك)
فقلت:(ماذا قلت لها على سبيل الزجر عن هذا السلوك الذي لا يليق بين الأخ وأخته؟)
قال:(قلت لها؟. قلت لها هل تظن أنها من بوليس المرور حتى ترفع يدها هكذا لأقف؟؟ شيء غريب فقالت بهدوء: إنها ليست هذا، وليست كذلك دكان تسليف! كلا لا فائدة. . بح صوتي معها. . أكدت لها مائة مرة أني محتاج إلى قليل من المال، فوافقت وأكدت لي أني سأكون محتاجاً إلى هذا المال حين أخرج من بيتها. . سلوك يطير العقل. . فهل تسمى هذه أختاً؟ إني أتصور أختاً ظريفة لطيفة سخية كريمة تعطيني، وهي تعتذر، وتملأ يدي وهي مغضبة. . . وهكذا تكون الأخت. . . أما هذه؟. . . أعوذ بالله!. . على كل حال لا فائدة. . وإنما أردت أن أقول لك أن هذا الباب أيضا سد في وجهي)
فقلت:(لماذا لا تفكر في طريقة لكسب المال)
قال بلهجة الاستنكار:(أفكر. . وما الفائدة من التفكير؟ لا فائدة مادامت الدنيا مقلوبة. . آه لو كان لي سلطان في هذه البلاد. . إذن لعقدت امتحاناً كل ثلاثة شهور للأغنياء. . . يجلس أعضاء اللجنة ويقف أمامهم الغني فيقول له أحدهم: (كم تملك يا مولانا؟) فيقول: (ألف فدان، ونحو مائتي ألف جنيه في المصرف وعمارتين - كلا منهما ذات سبع طبقات في شارع الملكة نازلي) فيقول أحد الأعضاء (وماذا تصنع بكل هذه الثروة) فيقول (أوه لا أصنع شيئا. . كل ما زاد على حاجاتي الضرورية جدا أضيفه إلى المدخر) فتقول اللجنة: (شيء جميل. . . أهذا رأيك فيما ينبغي أن يصنع المرء بالمال؟. . لا بأس. . اسألوا أحمد (أي العبد الخاضع المطيع) ماذا يكفيه؟) فأقول ردا على السؤال:(أوه يكفيني القليل. . خمسون ألفاً. . كفاية. . أعني مؤقتاً. .) فتقول اللجنة: (أحمد هذا رجل يحسن أنفاق المال. . أعطوه ما يطلب) فاقبض المبلغ وأفرك يدي وأقول (إذا سمحتم لي يا حضرات الأعضاء الموقرين فأني أستأذنكم في لفت نظركم إلى رجل يعرف كيف يعطي. . . بارع جدا في الإنفاق) فيسأل أحدهم (من هذا. . . قل بسرعة) فأقول (انه المازني) فيقول (آه صحيح. .