كيف نسيناه؟. . هاتوه حالاً. . علينا به. . اقبضوا عليه حيثما تجدونه) فيقبض عليك الشرطة ويجرونك مصفدا إلى اللجنة فيضحك الأعضاء ويقولون (خذ. خذ. خذ أيضا) فتخرج معي مسرورا. . ونروح ننفق باليمين وبالشمال حتى يحين موعد الامتحان التالي. . ما قولك؟)
فقلت وأنا أضحك:(شيء عظيم جدا. . . ولكن إلى أن يتيسر أن تلي أمور الناس ماذا نصنع؟)
فقال:(آه هذه هي المسألة. . ما رأيك أنت)
قلت:(يمكننا أن نكسب الورقة الأولى الرابحة من يانصيب المؤاساة، أو اليانصيب الأيرلندي)
قال:(هذا ممكن. . ولكن ذلك يتطلب أن ننتظر بعضة شهور. والعجلة من الشيطان، ولكنه لا معدي لنا عنها - كائنة ما كانت منه. . شيطان أو غير شيطان. . سيان. .)
قلت:(صدقت. . يمكن أن نخترع شيئا ونحتكر بيعه - وصنعه بالطبع - فنغنى)
قال:(صحيح. . . فكرة لا بأس بها. . سأدون هذا في مذكرتي. . تنفع في المستقبل. . وعلى ذكر ذلك ماذا نخترع؟)
فقلت:(باب الاختراع واسع. . واسع جدا. . . مثلا نخترع طريقة تجعل السيارات تستغني عن البنزين وتكتفي بالماء - أو حتى بالهواء - أو نخترع بديلا من النقود، فان النقود هي أصل البلاء في هذه الدنيا. . . أو نخترع. .)
قال:(يكفي! يكفي! ولكن هذا كله يحتاج زمن. والمطلوب هو الاهتداء إلى وسيلة تكفل إفادة المال اللازم في أربع وعشرين ساعة. . .)
فقلت وأنا اضطجع وأرسل الدخان من فمي خيطا متلويا - فقد فرغنا من الطعام -: (يظهر أن الضرورة تفتق الحيلة حقيقية)
فقال:(معلوم. . اسمع. . أترى هذا الرجل القاعد هناك في الركن الأيمن؟. أترى كيف يأكل؟. أترى كرشه المدورة كالكرة، ووجهه المنتفخ؟ وكيف يفتح عيناً ويغمض أخرى وينظر حوله قبل أن يدس اللقمة في فمه كأنما هو يخشى أن يراه أحد؟. . الحق أقول لك إني أكره وجهه ولا أرتاح إلى النظر إليه)