في حادث قطار دست له القنابل سنة ١٩٣٠؛ وكان تشانج تسولين مدى أعوام طويلة حاكما بأمره في منشوريا قبل أن تنتزعها اليابان؛ وكان يعمل بالاتفاق مع السياسة اليابانية، فلما قتل خلفه ولده في حكم الإقليم، ولكنه اختلف مع السياسة اليابانية، وكانت حكومة نانكين الوطنية قد قامت يومئذ باسم الصين المتحدة كلها، فأعلن تشانج هسويه ليانج انضمامه إليها؛ ورأت اليابان الفرصة سانحة لتنفيذ مشروعها الاستعماري في الصين، فاحتجت بوقوع بعض حوادث اعتداء على الرعايا اليابانيين، وغزت منشوريا في سنة ١٩٣١، واضطر الجنرال تشانج هسويه ليانج إلى الانسحاب بقواته دون مقاومة تذكر؛ وعسكر مدى حين في إقليم جيهول في جنوب منشوريا؛ ولما أتمت اليابان غزو منشوريا واحتلالها، دفعت قواتها إلى جيهول، فارتد أمامها الماريشال المنهزم بقواته؛ واحتلت اليابان هذا الإقليم في سنة ١٩٣٣؛ وعسكر تشانج هسويه ليانج من ذلك الحين بقواته في بعض أنحاء إقليم شنصي. وفي سنة ١٩٣٥، انتدبته حكومة نانكين، أوبعبارة أخرى انتدبه الماريشال تشانج كايشك لمحاربة القوات الشيوعية التي تقدمت جنوباً واحتلت ولاية ستشوان المجاورة لشنصي؛ ولكنه بدلا من أن يقوم بهذه المهمة فضل التفاهم مع الشيوعيين، واتخذ من ذلك الحين موقفه المريب من حكومة نانكين
ويجب أن نذكر كلمة عن الشيوعية في الصين؛ ففي الصين الآن حزب شيوعي كبير يسيطر على قوات عسكرية كبيرة بقيادة زعيم الشيوعية الصينية ماو تسي دون؛ فقد كانت الشيوعية من قبل عضد الحركة الوطنية، ومنذ سنة ١٩٢٤ إلى سنة ١٩٢٧ وهي فترة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، تعمل الحركة الوطنية بمعاونة الشيوعية، ويندمج الحزب الشيوعي في الحزب الوطني الصيني (الكومن تانج) وتستمد الحركة الوطنية كثيرا من القوة والتنظيم من روسيا البلشفية ودعاتها في الصين. ولكن الماريشال تشانج كايتشك بعد أن تم له الظفر على قوات الشمال في سنة ١٩٢٧، واستطاع أن يقيم حكومة نانكين الوطنية رأى أن يضع حدا للتعاون مع الشيوعية، وقضى على عناصرها من (الكومن تانج) ومن الحكومة والجيش، وبدأت الخصومة من ذلك الحين بين حكومة نانكين وبين الشيوعية؛ ومنذ عدة أعوام تعمل قوات الحكومة لمطاردة قوات الشيوعية ومحاصرتها في الأقاليم الوسطى التي تسيطر عليها ولكنها لم تستطيع حتى ألان أن تقضي عليها