للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكسب. . .

- المحامية: ولكنك لا تدري تحت أي حمل سقطت المسكينة. وقد يكون في الرذائل رذائل كبعض أصحاب الألقاب؛ ذات عظمة. . .

- النائب: يحب راقصة، أي يضعها في عقله الباطن ويشتهيها. نعم يشتهيها. فمن عقله الباطن، وبتعبير اللغة، من واعيته - تخرج الجريمة أو على الأقل فكرة الجريمة

والصيت الأدبي يا حضرات المستشارين؟ هل من كرمة لمن يعشق راقصة؟ لا بل هل من كرامة في الحب؟ ألم يقولوا أن كرامة الرجل العاشق تكون تحت قدمي المرأة المعشوقة كالممسحة الخشنة تمسح فيها نعليها

الحب؟ ما هو الحب؟ انه ليس فكرة، بل هو شيطان يتلبس لجسم العاشق ليعمل أعماله بأداة حية، وهذا التركيب الحيواني للإنسان هو الذي يهيئ من الحب مداخل ومخارج للشياطين في جسمه. وهل رضى صاحب القلب المسكين بجناية قلبه عليه، وعظيم ما انتهك من أخلاقه السامية، هل رضى بعشقه راقصة؟ انه لم يرض الرضى الصحيح، أو رضى بقدر ما. فعلى كليهما يقوم في نفسه مانع والمانع من الرضى هو الموجب للعقوبة

- المحامية: ولكن قدراً من الرضى ينزل بالجناية فيردها إلى جنحة كما في القانون الإنجليزي. وقد قرر الشراح انه ما دام الرضي غير مستلب بكله، فالجريمة غير واقعة بكلها

- النائب: جنحة كل قلب هي جناية من هذا القلب بخصوصه، على طريقة: (حسنات الأبرار سيئات المقربين). والعبرة هنا بالواقع لا بالصفة القانونية. وقد قرر الشراح أن الواقع قد يكون أحياناً سبباً في تشديد العقوبة، فلا بد من تشديد العقوبة في هذه القضية. لا اطلب الحكم بالمادة ٢٣٠ عقوبات بل بالمواد من ٢٣٠ إلى ٢٤١ ضربة واحدة. . .

- المحامية: قد نسيت أن هذا قلب وعقوبته عقوبة لصاحبه البريء

- النائب: إذن اطلب عقابه بحرمانه الجمال؛ وهذا اشق عليه من العقاب باثنتي عشرة مادة وبعشرين وثلاثين

الرئيس: وما هي الطريقة لتنفيذ الحكم بهذا الحرمان؟

النائب: تأمر المحكمة بالمراقص كلها فتغلق، وبالمسارح كلها فتقفل، وبالسما فتبطل إلا ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>