للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- المحامية: أستميح النائب عذرا إذا أنا. . . إذا أنا فهمت من هذا التعبير أن حضرته يعرف على الأقل أين تباع هذه (التذاكر). . . (ضحك) وتفرج وجه النائب العام وخجل.

- الرئيس: كنت رجوت إلا تكون للأولى ثانية، وقلت: أن معنى هذا كما هو ظاهر إلا يكون لها ثالثة؛ فهل أنا محتاج إلى القول بان المعنى المنطقي إلا يكون للثالثة رابعة. . .؟

- النائب: يا حضرات المستشارين. وأما الصفة، فهذا القلب المسكين قلب رجل متزوج؛ ولا تغرنكم صوفية هذا القلب، ولا يخدعنكم تألهه وزعمه السمو. انه على كل حال يعشق راقصة، وهذا اعتداء في ضمنه اعتداء؛ على الزواج وعلى الشرف. وهبوه متصوفاً متألهاً ولم يتصل بالراقصة، فهو على كل حال قد أخذها ولكن بأسلوبه الخاص. . . وبهذا اقترف الجريمة. آه. أن هذه القضية ناقصة؛ وذلك نقص فيها أخشى أن يكون نقصا في الحكم أيضاً، فأتموه انتم. يا حضرات المستشارين أن النقص فيها إنها لا شهود فيها؛ ولكن هذا عمل آلهي لا يظهر إلا يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون

- المحامية: هذا تعبير اكبر من قدرة قائله ومن منزلته ووظيفته، هذا تعبير جسور. يا حضرة النائب؛ من الذي لا يحمل شهودا في لسانه ويديه ورجليه؛ بل ألف شاهد على ليلة واحدة. . . يجب أن يكون مفهوما بيننا يا حضرة النائب أن النون والباء في لفظة (نائب) غير النون والباء في لفظة (نبي)

- النائب: يا حضرات المستشارين. لا أرى مما يحرجني في الاتهام أن أصرح لكم أن مما حيرني في هذه الجريمة أن ليس فيها من أوصاف الجرائم إلا ثلم الكرامة. فلا قذف ولا سب ولا هتك عرض ولا فجور، ولا اصغر من ذلك، ولا كاس خمر للراقصة. . .

- المحامية: لا أرى يا حضرة النائب كاس ماء، وسيجف حلقه في هذه القضية فلعل المحكمة تأمر لي بكاس. . . (ضحك)

- النائب: يا حضرات المستشارين. يعشق راقصة؛ اسم فاعل من رقص يرقص؛ امرأة لا تلبس ثيابا بل عرياً في شكل ثياب. . . امرأة لا كالنساء؛ كذبها هو صدق من شفتيها. لماذا؟ لأنهما حمراوان رقيقتان عذبتان محبوبتان مطلوبتان. . .

المحامية: تضحك. . .

- النائب بعد أن تتمتع: امرأة لا كالنساء، جعلتها الحرفة امرأة في العمل، ورجلاً في

<<  <  ج:
ص:  >  >>