أن أتعرف الرأي القانوني في اعتبار الجريمة. أهي شخصية، فتقصر على صاحبها؛ أو خاصة فتضر غير جانبها؛ أو عامة فيتناولها العموم المحدود لمن تجمعهم جامعة الحب؛ أو هي اعم، فيتناولها العموم المطلق للهيئة الاجتماعية؛ ما هي جريمة قلبي. .؟
- الرئيس: ما رأى النيابة؟
النائب ضاحكا:(غزالتها رايقة) كما يقول الراقصات والممثلات. . . . أرى أنها جريمة آتية من ضرب الخاص في العام. . (ضحك)
المحامية: جواب كجواب القائل: حب أبي بكر. كان ذلك الرجل يحب زوجته الجميلة ويخافها، وكانت تقسو عليه قسوة عظيمة وتغلظ له الكلام وهو يفرق منها ولا يخافها. فرآها يوما وقد طابت نفسها فأراد أن ينتهز الفرصة ويشكو قسوتها؛ فقال: يا فلانة قد والله أحرق قلبي. . ولم يدعه يتم الكلمة، فحددت نظرها إليه وقطبت وجهها وقال: حب أبي بكر الصديق رضى الله عنه. . (ضحك) ورنت ضحكة المحامية فاضطربت لها القلوب، ووقعت في كل دم، وفي دم النائب أيضاً؛ فانخزل ولم يزد على أن يقول: أحتج من كل قلبي. .
الرئيس: لندخل في الموضوع، ولتكن المرافعة مطلقة فان الحدود في جرائم القلب تسدل وترفع كهذه الستائر في مسرح التمثيل. وعشرون ستارة قد تكون كلها لرواية واحدة
- النائب العام: يا حضرات المستشارين، لا يطول اتهامي فان هذا القلب هو نفسه تهمة متكلمة
المحامية: ولكنه قلب
النائب: وأنا يا سيدتي لم أحرف الكلمة ولم اقل انه كلب. (ضحك) وتضرج وجه المحامية وخجلت
- الرئيس: الموضوع الموضوع
النائب: يا حضرات المستشارين. أن ألم هذه الجريمة آما أن يكون في شخص الجاني أو ماله، أو صفته كان يكون زوجا مثلا، أو صيته الأدبي. فأما الشخص فهذا ظاهر، وأما المال فنعم أن القلب المسكين قرر لنفسه ولصاحبه إلا يبتاع أبدا تذكرة دخول إلى جهنم. . . (ضحك)