المخروط بالأثير على وجهه:(إني لم اترك لزوجتي ولابنتي من متاع الدنيا إلا القليل. . . القليل. . . القليل)، واسكت الأثير لسانه، وهبط به إلى الأخير من أحلامه
لنا الفخار في امتنا وفي مجلس امتنا، فنهم منحوا مدام املي لورانس ريد، زوجة الرجل الذي اقتصد للعالم ملايين الدولارات، دع ذكر الأنفس، منحوها منحة طبية، خمسمائة وألف دولار معاشا سنويا، ومنحوا مثلها لأرملة لازار، ومثلها لأرملة كارول، ولاشك أن هذا كانت فيه الكفاية لهن، بدليل أن لجنة من شيوخ المجلس قالت في غرابة وإبهام:(إن الأرامل لا يزال باب الرزق في وجوههن مفتوحا)
ولكن ما الذي جرى لكيسنجر، جندي اهيو، الذي غامر في التجربة وصمد فيها صمودا في سبيل العلم والإنسانية وحدهما؟ أن الحمى الصفراء لم تقتله. وانه رفض أن يأخذ أجرا عن آلامه وتخاطره. ولكنهم أخيرا وبعد الجهد أغروه بقبول خمس عشرة ومائة دولار وساعة من ذهب، أهديت أليه في حفل جنود معسكر كولومبيا وضباطه. انه لم يمت بالحمى، ولكن خرج سم الحمى من جسده ليدخل فيه ما هو شر منه: شلل زحف في جثمانه بطيئا. واليوم هو مقعد يعد الزمن مصابرة على عقارب ساعته، وهي من ذهب! وساعده الحظ أخيرا فجاءته زوجة طيبة تعوله من غسل الثياب للناس
وماذا جرى للقوم الآخرين؟ أن الوقت يضيق بي عن تناولهم. وفوق هذا فأنا لا ادري ماذا جرى لهم. لقد لقي كل واحد من هذا النفر قسمة مختلفة خصته بها المقادير. أي والله لقد كانوا زمرة من اغرب الزمر، قامت في تلك السنوات العشر بأعجب ما قام به صياد المكروب، وتوجت هذه الصيادة بأفخرها وأفخمها، وعملت بيد واحدة وقلب واحد في بحث وباء الحمى الصفراء حتى لم يبق من سمه وأنا اكتب هذا ما يغطي راس دبوس
قال دافيد بروس وهو محارب الموت القدير:(ليس بمستطاع في الوقت الحاضر أن نتخذ من أجسام الناس أداة للتجريب). فاليوم ماذا يقول بعد الذي كان!