انه ليمنحكم كل شيء إذا أنتم سجدتم له. فهذا الصنم الجديد يشتري لمعان فضائلكم وما في لفتاتكم من عزة وكرامة. انه في حاجة إليكم ليجتذب إليه العدد الفائض من الدخلاء على الحياة، فهنالك البرج الجهنمي، وهنالك جياد الموت تقرقع بعددها حاملة شارات المراتب والأمجاد؛ اجل ذلك هو اختراع الموت أتى به للجموع ليحصدها حصدا وهو يباهي بأنه هو الحياة، والمنذرون بالموت يرون بفعلته خير لمبادئهم
حيث يكرع الجميع السموم ويضيع كل إنسان نفسه صالحا كان أو طالحا، فهنالك تقوم الحكومة لأنها تسود كل مكان يوصف فيه الانتحار البطيء بالحياة
انظروا إلى هؤلاء الدخلاء. انهم يختلسون ثمرة جهود المخترعين وكنوز الحكماء ويدعون هذا الاختلاس تمدنا؛ غير أن كل شيء يصبح أدواء ومصائب تحت سلطانهم. انظروا إلى هؤلاء الدخلاء وليس فيهم إلا الإعلاء ينفثون غسلين مرائرهم، وينتحلون صفة الصحافيين. . . انهم يتناهشون ويلتهم بعضهم البعض الآخر وليس لهم القوة على هضم ما يلتهمون
انظروا إلى هؤلاء الدخلاء، انهم يحشدون الأموال، وكلما ازدادت ذخائرهم زاد فقرهم، فانهم يطمحون إلى الاستيلاء على القوة فيبدءون بالقبض على محركها الأول: على الأموال الطائلة، وما هم إلا الدخلاء العاجزون
انظروا إليهم! انظروا إلى هؤلاء القرود يتسلق بعضهم البعض الآخر فيتدافعون متمرغين في الأوحال على الشفير. أن كلا منهم يطمح إلى التقرب من العرش، وقد عراهم جنون التوصل إليه، فكان لا سعادة إلا على مقربة منه، وقد يرتفع رشاش الأوحال إلى العرش كما ينزلق نفسه إلى الأوحال
إنني أراهم وقد جن جنونهم، قرودا لا تكن لهم حركة وهم يتسلقون قاعدة صنمهم البارود وقد انبعثت منه ومنهم اكره الروائح وأخبثها