هذه هي ترجمة فنان لم يكن له نظير في مجرى حياته ولا في قوته الإنشائية لمجموع لوحاته التي من اشهرها صورة (البقرة العمياء) تمثل مجموع من بنات وشبان تتوسطهم بنت مغمضة العينين تبحث عمن يناديها (محفوظة بمدريد)، وصورة (الغداء في الغيط) وفيها مثل الطبيعة تمثيلا رائعا (محفوظة بلندن) وصورة (النزهة في الأندلس) وكانت مرسومة خصيصا للنسج (محفوظة بمدريد) وصورة الولد النطاط وهي من أدق الصور التي تدل على منتهى قوة الملاحظة والإخراج: وقفت أربع بنات يحملن ملاءة كبيرة وفوقها صبي واقف على ساق واحدة استعداد للقفز إلى أعلى عندما يشددن الملاءة
وصورة (المشاجرة في الملجأ) وهي من احسن صوره، تذكرنا بوقت بؤسه عندما كان بعيدا عن بيته يبحث عن عمل ولم يجد إلا ملجأ حقيرا يأوي إليه. والناظر فيها يأخذه العجب عندما يرى أنها تمثل حياة الملاجئ تمثيلا صادقا؛ صور عليها بعض الحيوانات وبعض الأشجار وعربة قديمة في ركن من اللوحة؛ أما بوسطها فقد وقف المتشاجرون موقفا عنيفا لا يستطيع غير جويا أن يخرجه في هذه القوة
وله لوحة خالدة (محفوظة بمدريد) اسماها (الرمي بالرصاص) على يمينها وقف الجنود شاهرين بنادقهم، وعلى اليسار اصطف المنبوذون مستسلمين للإعدام، وقد أعطى الصورة ظلا ونورا قويين قلما تراهما لغيره من الفنانين
هذا غير لوحاته العظيمة للشخصيات البارزة في عصره، كصورة ماري لويس، وصورة فرديناند السابع وصورة أمير الكاديا وغير ذلك مما يجل عن الحصر
وله لوحات تعد من اغرب ما تركه فنان، منها صورة (شجرة الربيع) وهي تمثل صبية التفوا حول رجل يحمل ساقا طويلة ثبت في أعلاها شجرة صغيرة وولدان صغيران يتسلقان الساق
أما لوحته (بالقلم الرصاص) الممثلة لحلبة مصارعة الثيران فهذه تعد في مجموعها من اعظم ما أخرجه؛ فقدرته على تصوير الثور الثائر والمصارع الماهر لا سبيل إلى وصفهما