تحريفا - أقول التحريف ما فعله المصححون، فأما الزبيل فهو افصح من الزنبيل أو هو معربه، وقد اقتصر عليه صاحب القاموس ولم يذكر الزنبيل، وذكره صاحب اللسان بعد الزبيل ثم قال: وقيل الزنبيل خطأ وإنما هو زبيل أهـ. وقال المعري:
أيها الجامع الكنوز أزر ... أم هي زِبال من نملة في زبيل
وأما الحوالج فالظاهر إنها جمع حالجة المرأة تحلج القطن، وزبيل الحوالج يجمع فيه ندافة القطن، وقد جعل في الكتاب مثلا فليرجع أليه
ص ٢٤٢: في أخبار جحظة البرمكي انه كان يلقب خَنْياكِر وفي الحاشية: (كلمة فارسية معناها المغني). وهذا التفسير صحيح، ولكن كيف ضبطت الكلمة هذا الضبط؟ هل أجراها المصححون مجرى الأعلام الأعجمية وجروا فيها على المذهب الذي نشر في المقطم فأجازوا فيها كل تحريف؟ والصواب خُنَياكَر
ص ٢٥٨
ماذا ترى في جَدْيِ ... وفي عقار بوارد
وقهوة ذات لون ... يحكي خدود الخرائد
والوزن لا يستقيم في الشطر الأول فينبغي أن يكون: ماذا ترى في جُدَيً - تصغير جدي. ولا يضره الصغر إذا كان لحمه لذيذاً
ص ٢٧٢: قول جحظة البرمكي في قصة رجل أعطاه ثياباً وعتيدة وهي وعاء للطيب: (فخرجت كأني لص قد خرج من بيت قوم، على قفا غلامي الثياب والعتيدة كارة) والكارة حمل الثياب. فرأى المصحح أن يحذف كلمة (كارة) كرها ويضع مكانها كلمة (كلها) وكتب في الحاشية: كانت رواية الأصل كارة، ولا معنى له) وقد عرف القارئ أن له معنى وأن المصحح غير متن الكتاب غلطاً، وقدمت لهذا نظائر وسيأتي:
ص ٢٧٩: قول جحظة:
يا من دعاني وفر مني ... أخلفت والله حسن ظني
قد كنت أرضى بخبز رزّ ... ومالح أو قليل بُنّ
وأرى من الصواب في القافية الثانية بُنيِّ بالياء. وهو ضرب من السمك لا يزال معروفا بهذا الاسم في مصر والعراق. وفي بعض الأغاني العامية المصرية بني يا سمك بني.