للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بي أتذكر فجأة أني عشقت فأقول: (اووووووه. . . . أعوذ بالله! ما هذا النسيان الفظيع؟ إلا شد ما أذهلتني الحياة عن حبيبتي التي لا شك إنها تحسبني الآن أحيي الليل ساهراً أناجيها. . . كلا، ينبغي أن أكتم هذا لئلا تغضب؛ وليس من اللائق على كل حال أن أخبرها أني كنت ناسياً أني عاشق مد نف. . . ولكن من هي الحبيبة؟ لقد ذكرت حبها ولكني والله نسيتها هي. . .) وأحار ماذا أصنع. . . فليس من المعقول أن أسال من أعرف من الفتيات أهي التي أحبها آم سواها. ويعجبني هذا الموقف فأتصور أني أقبلت على واحدة وفركت كفي وقلت لها: (هل تسمحين لي أن القي عليك سؤالاً عني؟ (فتقول) تفضل. . . بالطبع. . لم لا؟.) فأقول: (أن المسالة بسيطة!!. . أعني أنها في الحقيقة دقيقة. . والمفروض أني أعرف بها ولكني كما تعرفين حمار. فتقول: (استغفر الله!. لماذا تطعن على نفسك هكذا؟.) فأقول: (معذرة. . واشكر لك هذا اللطف ولكنها الحقيقة. . على كل حال لقد تبينت من كلامك. . أعني. . أريد أن أقول إن كلامك الذي سمعته أغناني عن السؤال فآلف شكر لك يا روحي ونور عيني وحبة قلبي و. . .)

فتقاطعني وتصيح بي: (ماذا جرى لك؟. . . لماذا تتكلم هكذا. . .؟)

فأقول: (معذرة. . . ولكن ألست أنت روحي ونور عيني وحبة قلبي. . . لقد ضننتك. . .)

فتسال وهي مقطبة: (هل جننت. . .؟)

فأقول: (لا. . . لم أجن. . . . ولكني نسيت. . .)

فتقول وهي كالمذهولة: (نسيت!. . . ماذا نسيت. . .؟)

فأقول: (اسمعي. . . لم يبق بد من الإقرار بالحقيقة. . . إني أحب، ولكني نسيت ولم أعد أعرف من هي التي سرقت قلبي، وقد كانت نيتي حين ربكتني بالمقاطعة أن أسألك أأنت التي أحبها أم أنا قد غلطت؟. . . فلما أظهرت هذا العطف علي وأغضبك أني أطعن على نفسي، قلت إنك لا بد أن تكوني المحبوبة الضائعة - أعني المنسية - فان لم تكونيها فأنت لاشك أولى منها بحبي. . . وهذا هو تأويل قولي: يا روحي يا نور عيني ويا حبة قلبي. . . فما رأيك؟)

أتصور هذا الموقف فلا يسعني إلا أن أضحك. ومتى ضحك المرء فقد سلا وخلا قلبه من الوجع. ولو أن كل عاشق استطاع أن يضحك لكان الأرجح ألا يبقى في الدنيا حب عنيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>