على جواب لسؤال غير معقول؛ فإذا أمكنه بطريقة ما أن يجري تجربته فان نتيجتها تكون غير مفهومة كما كان السؤال بالنسبة للطبيعة
ولنضرب لذلك مثلاً، فنتصور عدداً من الرجال مجهزين بأدق الأجهزة، ولكن ينقصهم الإدراك العلمي، فإذا رأوا مثلا (قوس قزح) في السماء ورغبوا في معرفة بعده عنهم، وبدءوا يعتبرونه كمنظر عادي بسيط فكونوا فرقة من المساحين لتعيين بعده، فمن القياسات المأخوذة بأدق الأجهزة تظهر نتيجة واحدة لا خلاف فيها، وهي أن المسافة (ناقص ٩٣ مليون ميل)
وظاهر أن من السخف بمكان أن تقاس مسافة بالسالب، وأسخف منه هذا التقدير الكبير لها، إذ أن القوس قد يظهر بيننا وبين جبل معين مثلا وبعده لا يداني هذه المسافة بحال. أما إذا غير وضع السؤال بان قلنا (ما المسافة التي يبعدها مصدر الضوء الذي نراه في القوس أمامنا؟) رأينا الجواب (ناقص ٩٣ مليون ميل) محملا بالمعاني. فالعلامة السالبة تدلنا على أن مصدر الضوء لا يقع أمامنا بل خلفنا، ومن بعده نستنتج أن هذا المصدر ليس إلا الشمس بعينها
وفي الواقع أن وضع سؤال معقول أصعب كثيراً من الحصول على جواب لسؤال غير معقول، ولنضرب مثلا ينقلنا من هذا التعميم وصعوبته بالفلك والنظرية النسبية:
جمع الإغريق والمصريون عدداً كبيرا من الحقائق المتعلقة بالحركة الظاهرية للشمس والقمر والكواكب. وحوالي عام ١٥٠ من الميلاد حاول (بطليموس) عالم الإسكندرية وضع فرض يفسر هذه الحركات جميعها؛ وقد تصور الأرض مركزا لهذه المجموعة تدور الشمس والقمر والكواكب حولها، مخالفا بذلك ارسطاطاليس وأتباع فيثاغورس، فالشمس والقمر يتحرك كل منهما في دائرة، بينما الكواكب تتحرك في مسارات معقدة. ولم تكشف حقائق جديدة لاختبار هذا الفرض حتى وضع (كوبرنيكس) في سنة ١٥٤٣ فرضا آخر اتضح أنه يفسر الحقائق السالفة الذكر بطريقة أبسط، فاعتبر الشمس - لا الأرض - مركزا للمجموعة الشمسية بينما الأرض والقمر والكواكب تسير في دوائر حولها، ولكن لازالت حركة الكواكب معقدة بعض الشيء بالحركة في دوائر ثانوية
وعلى ذلك ظهر افتراضان في المحيط العلمي؛ وقد حاول (كوبرنيكس) الفصل بينهما. فإذا