تدور حول محورها ببطء بينما تجري هي بسرعة في مسارها
وبمضي الزمن عرض (أينشتين) فرضاً جديداً هو النظرية النسبية، وهذه لم تفسر الظواهر التي فسرتها نظرية الجاذبية لنيوتن فحسب، بل وضحت حركة (عطارد) توضيحاً دقيقاً وفسرت كذلك عدداً كبيراً من الحقائق العلمية الأخرى
وقد أمكن عمل تجارب ومشاهدات فاصلة بين النظريتين: النظرية الحديثة (لأنشتين) والنظرية القديمة لنيوتن، وفي كل هذه التجارب والمشاهدات قضت الطبيعة على نظرية الجاذبية وعززت النظرية النسبية؛ وقد أجريت تجارب أخرى لتفصل في النظريات السائدة في هذا العصر كالنظرية القائلة بان الضوء ينتقل كموجات في الأثير الذي يملأ كل شيء، وأن القوى الكهربائية والمغناطيسية تنتقل كضغط وشد في هذا الأثير، وفي هذه أيضاً انحازت الطبيعة للنظرة النسبية. وقد أصبحت النظرية النسبية الآن تفسر مجموعة هائلة من الظواهر الطبيعية ولم تظهر بعد حقيقة واحدة لا تتفق معها.
إن الغرض العام للعلم هو أن يسير إلى مثل هذه النظريات ويصل إليها. ولا نستطيع مطلقا أن نعتبر نظرية ما نهائية أو حقيقة مطلقة، إذ من المحتمل أن تظهر حقيقة جديدة في وقت ما ترغمنا على هذه النظرية؛ وقد يحدث ذلك للنظرية النسبية ولو أنه بعيد الاحتمال. وإذا ما حدث ذلك برغم استبعاده فان الوقت الذي أنفق في تكوينها لم يضع سدى، بل سيكون تدرجا إلى نظرية أوسع وأكمل تتفق مع عدد أكبر من الظواهر الطبيعية. من ذلك يظهر العلم للرجل العادي متغيرا دائم التغير دائراً حول نفسه مخالفا لنظرياته الأولى، ولكن العالم يراه دائم التقدم ويرقى من نظرية إلى أخرى، تحظى كل نظرية منها باتفاقها مع حقائق تزيد على التي أزاحتها، ورائده الوصول إلى هدفه الأسمى وهو النظرية التي تفسر ظواهر الطبيعة كاملة