للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأسرارها. فهذا ما حدا بصديقه الأستاذ الزيات إلى تخطيه التقليد الواجب في مثل هذا المقام) اهـ

وأقول إن للكتاب محنا، واشدها على أنفسهم أن يضطروا إلى الجدل في الصغائر وان يرجعوا القهقرى إلى عهد الكتاب

إن تفسير مرو الشاهجان بما فسره الأستاذ منقول من معجم البلدان، وقد قرأته منذ أمد بعيد وعددته من هذيان ياقوت في تفسير أسماء البلدان. كالذي يقوله عامة مصر في تفسير الفيوم بألف يوم، والبدرشين بقول يوسف الصديق حين رأى زليخا عجوزاً: اصبح البدر شينا الخ

والصواب: أن مرو الشاهجان تعريب مرو شاهكان، أي مرو الشاهية. وتفسير هذا لا يفهمه من درس الفارسية شهراً أو شهرين

ولو سلمت للأستاذ هذه الخرافة ما بلغت به غايته، فمن (ألم اقل إلمام) بالفارسية يعلم أن القاعدة التي ذكرها الأستاذ غلط. ولو انه (جلس إلى معلم الفارسية شهراً أو شهرين) لعرف أن المضاف إذا تقدم يكسر، فإذا عكست الإضافة وتقدم المضاف إليه لم يكسر، مثل عالمشاه وجهانشاه وخوانسلار وهلم جرا.

ومقتضى خرافة ياقوت التي تبعه فيها الأستاذ أن شاهجان معناه روح الملك فالمضاف إليه مقدم، فيجب أن يقال: شاهجان باسكان الهاء، وهذا الضبط مروي أيضاً.

هذا جدال الأستاذ في الفارسية، فلننظر أكان أقوم رأياً فيما يرجع إلى العربية وآدابها والإسلام وتاريخه

٢ - في ص٢٩ ج٢ من المعجم: (لأن المهلبي مات بعمان) وفي الحاشية: عمان بلد في أطراف الشام. قلت الصواب: عُمان، لأني اعرف من تاريخ المهلبي انه مات بعُمان لا بعَمان. فانظر كيف يجادل الأستاذ. يقول: يفهم من كلامي أني لا اعرف أن في الشام بلدا اسمه عُمان. كأن اشتغالي بأمور المسلمين والعرب التاريخية والحاضرة، وذهابي إلى الشام ثماني مرات لم يعرفاني أن في الشام بلداً اسمه عمان. . . الخ. والحمد لله على أن أحداً غيره لم يفهم هذا من كلامي. ثم يقول: (فيثبت بواسع علمه أن المهلبي إنما مات بالتي على الخليج الفارسي (عُمان) ولم يمت بالتي في الشام، فإما مجرد التخطئة في الضبط فليس فيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>