وتحل الوقيعة بين الحبيبين بعد أن يتهمها بالخيانة، ولا يحتمل عاصم الصدمة فيرحل إلى أوربا، ويخرج إسماعيل لها يرهقها بطلباته، فلما رأى إنها لا تهتم له كثيرا يعمل على كيدها بانتزاع فلذة كبدها (سلوى) فيستصدر حكما شرعياً بحضانة ابنته بحجة أن أمها تحترف الغناء. وهكذا تفقد حبيبها وتنتزع طفلتها المسكينة من أحضانها
ولم ينقطع إسماعيل بعد هذا عن إرهاقها، فذهب إليها في الاستديو فأمهلته قليلاً، وأشارت إلى أحد موظفي الاستديو باستدعاء رجال الشرطة، ويعرف إسماعيل بهذا فيثور ويقرر الانتقام منها، ويستمر العمل في التقاط صور الفلم، ويكون من نصيب ممثل الدور الأول أن يطلق مسدسه على آمال، فينتهز إسماعيل الفرصة ويطلق في نفس الوقت رصاصة حقيقية من مسدسه فتسقط مضرجة بالدماء
ويصل رجال الشرطة، وتقوم معركة بينهم وبين إسماعيل تنتهي بموته كما يقع بقية زملائه المهربين في أيدي الشرطة وتسعف آمال بالعلاج، ويتولى العناية بها الدكتور محبوب صديق عاصم، فيعرف الحقيقة كلها ويكتب بها إلى عاصم
وتشفى آمال، وتحضر حفلة العرض الأول لفلم التضحية الذي ينال اكبر النجاح، ويتوافد الناس على بيتها يهتفون لها، ويجيء لتهنئتها المخرج والدكتور محبوب ومعهما الدكتور عاصم، ويلتقي الحبيبان ثانية
إن أول ما يذكر لرجال شركة أفلام الشرق انهم لم يسيروا وراء غيرهم من الشركات الأخرى فيختارون قصصاً مضطربة ضنا على المؤلف الأديب ببعض المال وإنما اختاروا قصة من تأليف شاب مثقف هو صديقنا ادمون تويما واقتبسوا منها قصة سينمائية، ولهذا فان الوقائع كانت تسير سيراً منتظماً وتتتابع تتابعاً طبيعياً من غير تعسف ولا شطط
وقد يرى القارئ أن القصة لا ترمي إلى غرض سام أو فكرة نبيلة ولكن ليس من الضروري أن يقوم الفلم على فكرة من هذا النوع؛ ولقد شاهدنا الكثير من الأفلام الأمريكية والأوربية تنال اكبر النجاح وهي لا تقوم إلا على فكرة بسيطة، أو قل إن في بعضها ما تنعدم فيه الفكرة؛ وإنما يكفي الفلم انه يصور ناحية مصرية وينقد ناحية خاصة في أخلاقنا وأحكامنا، ويسير في طريق طبيعي دون أن يشعر المشاهد أن هنالك ثغرة في الوقائع أو قطيعة في التسلسل تجعل المشاهد يصحو إلى نفسه من سحر المنظر، فيفسد خياله وينحى