للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كشافاً صامتاً، فامسك عن النظر علناً إلى كل شيء ما دمت قادراً في غفلتك على كشف كل ما يفعله صديقك في انتباهه. عليك أن تحل الرموز قبل أن تعلن إشفاقك، فقد ينفر صديقك من الإشفاق ويفضل أن يراك مقنعاً بالحديد وفي عينيك لمعان الخلود.

ليكن عطفك على صديقك متشحاً بالقسوة وفيه شيء من الحقد، فيبدو هذا العطف مليئاً بالرقة والظرف.

كن لصديقيك كالهواء الطلق والعزلة والغذاء والدواء، فان من الناس من يعجز عن التحرر من قيوده ولكنه قادر على تحرير أصدقائه.

دع الصداقة إذا كنت عبداً، وإذا كنت عاتياً فلا تطمح إلى اكتساب الأصدقاء

لقد مرت أحقاب طويلة على المرأة كانت فيها مستبدة أو مستعبدة فهي لم تزل غير أهل للصداقة، فالمرأة لا تعرف غير الحب.

إن حب المرأة ينطوي على تعسف وعماية تجاه من لا تحب، وإذا ما اشتعل بالحب قلبها فان أنواره معرضة أبداً لخطف البروق في الظلام. . .

لم تبلغ المرأة بعد ما يؤهلها للوفاء كصديقة؛ فما هي إلا هرة، وقد تكون عصفوراً، وإذا هي ارتقت أصبحت بقرة. . .

ليست المرأة أهلاً للصداقة، ولكن ليقل لي الرجال من هو أهل للصداقة بينهم؟ إن فقر روحكم وخساستها يستحقان اللعنة أيها الرجال، لان ما تبذلونه لأصدقائكم يمكنني أن ابذله لأعدائي دون أن ازداد فقراً.

إنكم لا تتخذون إلا الأصحاب، فإلى متى تسود الصداقة بينكم؟

ألف هدف وهدف

لقد شاهد زارا كثيراً من البلدان وكثيراً من الشعوب، فنفذ إلى حقيقة الخير والشر، وعرف أن لا قوة في العالم تفوق قوتهما.

تحقق أن ليس على الأرض من شعب تحلو له الحياة دون أن يخضع النظم والسنن لتقديره، وان كل شعب يرى من واجبه، إذا أراد الحياة، أن يجيء بتقدير يختلف عن تقدير من يجاوره من الشعوب. وهكذا كان ما يراه أحدها خيراً يراه الآخر دناءة وعاراً.

ذلك ما عرفته، فكم من عمل اتشح بالعيب في بلد، رأيته مجللاً بالشرف والفخر في بلد

<<  <  ج:
ص:  >  >>