الثلجية، وكان كاتباً وشاعراً ملهماً بالفطرة حتى انه سمي (هومير لابلاند)، وعرف توري لأول مرة حينما اصدر كتابه الشهير عن الشعب اللابي بلغته الأصيلة التي يجيد الكتابة بها، ويرجع الفضل في حثه على تأليفه وإخراجه إلى آنسة دانماركية تدعى إميلي ديمانتهات عرفته في رحلة لها إلى لابلاند حيث أقامت حيناً بين القبائل اللابية ودرست أحوال معيشتهم، وعندئذ فاتحها توري برغبته في وضع كتابه عن حياة هذا الشعب القطبي المدهش، ولم يكن معتاداً على الكتابة ولا على الجلوس إلى المكتب، فشجعته وعاونته حتى أتم الكتاب؛ ثم ترجمته إلى اللغة الدنماركية، فنال نجاحاً عظيما وذاعت شهرة مؤلفه في الأمم الشمالية كلها
وكتب توري بعد ذلك عدة كتب باللغة اللابية أيضاً وترجمت جميعها إلى السويدية والنرويجية والدنماركية؛ وأنعم عليه بوسام شرف لما أداه من مجهود في التعريف بجنسه وأمته؛ وكان فوق مواهبه الأدبية يشغف بالرسم، وله عدة لوحات قطبية بديعة نالت تقديراً وإعجاباً
وكان توري صياداً بارعاً ويقال انه قتل من الذئاب ما لم يقتله أي صائد آخر في عصره، وكان في أعوامه الأخيرة يعيش من راتب صغير أجرته عليه الحكومة، ويغذي نفسه بالأسماك التي يصيدها بنفسه، وقد احتفل مواطنوه منذ عامين ببلوغه الثمانين في حفلة قطبية رائعة أفاضت في وصف طرافتها وبهائها الصحف السويدية