فأقول (أتريدين إن يمل)
فتقول (أعوذ بالله. . ما هذا الكلام يا شيخ. .)
فأصرف الكلام عن وجهه وأقول (إنه يدق لي ولك، فلا عجب إن كان يتوثب)
فتبتسم لي - في عيني - وتقول: (ألا يمكن إن يفتر ذكرك لي - يفتر قليلا - ليرتاح هذا القلب بعض الراحة. . إنه عنيف الدق وأنا أشفق عليه)
فأقول (لا تخافي عليه ولا تجعلي إليه بالك. . دعيه يدق فإن هذا عمله وواجبه في الحياة)
ثم نمضي معه إلى حيث يروق القعود ويطيب الحديث وتحلو النجوى ويحسن الغزل، ونرجع ضاحكين وتنام ملء عيوننا
وقلت لها مرة (لماذا هذه المساحيق كلها. . ما حاجتك إليها؟ كيف يمكن إن يفتقر إلى زيفها هذا الوجه الخارج من الفردوس؟
فضحكت وقالت (أهو زيف. .؟)
قلت مغالطاً (أنه تأكيد لا حاجة بك إليه)
قالت (يا خبيث. . اعترف أنك تريد إن تقبل فمي وتخشى إن يعلق بشفتيك الأحمر!)
قلت (إلا يكون مجنوناً أو أعمى ذاك الذي لا يشتهي إن يقبل هذا الفم الجميل!)
قالت (لا تغالط. . دع العموم إلى الخصوص)
قلت (أتتعمدين إن تضعي هذا الأحمر إذن؟)
قالت (لا. . هي عادة ليس إلا. .)
قلت ملحاً: (أتكرهين إن أقبلك. . أو بعبارة أصرح فإن عفريت الصراحة ركبني اليوم. . إلا تشتهين هذه القبلة التي تقيمين في سبيلها الحواجز وتضعين الأسلاك الشائكة أو الأصباغ العالقة؟)
قالت (مالك اليوم. . ماذا جرى لك؟)
قلت: (إن الذي جرى لي هو هذا. . أنت تعرفين إني احب فمك. . وأنت لا تكرهين إن أضع شقتي على شفتيك. . وتعرفين أيضاً أني شديد الكره لهذا الأحمر السخيف، وتعرفين فوق هذا أن أزالته سهلة إذا هو علق بفمي منه شيء يسير أو كثير، ولكني مع ذلك أكرهه لله. . هكذا أنا. . خلقني الله كذلك ولا حيلة لي. . فلماذا تصبغين به شفتيك على الرغم من