- ولكن ما كان ينبغي أن يغض من قدر غودسكي، فإن كل قريب يعرف شرف نفسه؛ دع عبقريته التي سيطرت على كل بعيد. فان لم يكن في صدره قلب حساس فانشري على الخليقة كلها كفناً من المعدات.
- حسن! والآخرون؟ أهم كذلك أصدقاؤك؟
- لا!
- هل نسيت ما قالوا:(أيها الأمير! ما سمعنا قط فيولنسل كهذه، قد تسخّر العبقريات الكبيرة، هذه الآلة الثائرة المستعصية التي تزلزل العبقريات الصغيرة، ولكن المعجزة في عودك هذا. نعم إن فيولنسل عندنا آلة أبيَّة مرهفة ولكنها كملت على مر الزمان. وما هكذا عودك، انه آلة ساذجة تأبى كل كمال. إن هذه الأصوات الزاخرة كالشلال لا تفيض من مثل هذا الصدر. كنا نظن هذا فاذا بك قد أخرست الفضاء وظهر بين الحين والحين عودك اللانهائي. . .) أهذه مجاملة؟
- أليست مجاملة؟
- رحماك! أني لأخشى أن يكون تواضعك أشبه بالرياء! لقد آن أن نعترف بنبوغك.
- إن مقاربة الكمال بعيدة عن آمالي فدعي النبوغ الآن!
- ما هذه النغمة الباردة المعادة؟ وهذا القرار المكرر؟
- ذلك إن الفنان لا يعلو بذراعيه، ولا بد للنبوغ من جناح، ولا جناح لي.
- أأنت لا جناح لك! اجهر بصوتك فما فهمت! انك منذ قليل جاوزت شواهق الصناعة ثم حلقت حتى تخطيت حدود الإمكان، أنَّى اهتديت إلى هذه السبل المختلفة للإيغال في هذا الطيران؟ لا ريب انك لم تطوِّف في عالم اللانهاية راجلا. وأن لك في هاتين الآلتين الخافقتين في ذكراي جناحين آخرين. فليت شعري أفي العالم عبقرية كهذه تسمو بها أربعة أجنحة باحثاً خيالها في سماء الالهام؟ إن الدم الذي في عروقك لمن دم الأنبياء، وأن غلياناً في هذا الدم لجدير أن يبعث في الشرق أزكى حماس؛ إن وراءك جدوداً قد تصرف بالدهر سلطانهم، وأن أمامك ذكراً قد ضمن لك المستقبل منذ اليوم، فهل جاء أحد إلى هذه الديار