للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إنك تكره الكثيرين على تغيير اعتقادهم فيك، فتثير حفيظتهم عليك. لقد اقتربت منهم ثم تجاوزتهم، فهم لذلك لن يغتفروا لك.

لقد تفوقت عليهم، فكلما اعتليت فوقهم ازددت صغاراً في أعين الحاسدين. وما كره الناس أحداً كرههم للمحلق فوق السحاب.

لقد وجب عليك أن تقول للناس: - إنني اخترت ظلمكم نصيباً حق لي منكم، لذلك عز إنصافي عليكم. إن الناس يرشقون المنفرد بالمظالم والمثالب، ولكنك إذا كنت تريد أن تصبح كوكباً فعليك أن ترسل أنوارك حتى إلى الراشقين.

واحترس بخاصة من أهل الصلاح والعدل لأنهم يتوقون إلى صلب من يوجد فضيلة لنفسه. إنهم يكرهون المنفرد.

واحترس أيضا من السذاجة المتقية، لأنها ترى الكفر في كل إنسان لا يلتصق بها. وقد كان الساذجون في كل زمان يتوقون إلى إيقاد النار واللعب بها.

كن على حذر من التطرف في حبك، فإن المنفرد يمد يده متسرعا لمصافحة من يلتقي في طريقه. أن من الناس من يجب عليك إلا تمد إليهم يداً، بل مخلباً ناشباً.

غير أن اشد من تصادف من الأعداء خطراً إنما هو أنت وما يترصدك في المغاور والغابات إلا نفسك.

لقد تبينت الطريق الذي يقودك إلى ذاتك. أيها المنفرد، وطريقك منبسط أمامك وأمام شياطينك السبعة. فتصبح منذ الآن جاحداً لنفسك، ساحراً مجنوناً، مشككا كافراً شريداً. فيجب عليك أن ترضى بالاحتراق بلهبك إذ لا يمكنك أن تجد ما لم تشتعل حتى تصبح رماداً.

إنك تتبع طريق الخالق، أيها المنفرد، فأنت تفتش على إله لك تقيمه من شياطينك السبعة. إنك تتبع طريق العاشق، أيها المنفرد، وقد عشقت نفسك، فأنت لذلك تحتقرها احتقار العاشقين.

يريد العاشق أن يبتدع لأنه يحتقر، وما له أن يدعي الحب إذا كان لم يبدأ باحتقار المحبوب.

توغل في عزلتك، يا أخي. سر فلا رفيق لك إلا حبك وإبداعك. إنك ستسير طويلا قبل أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>