اذهب إلى عزلتك فأنني أشيعك بدموعي يا أخي، لأنني احب من يتفانى ليوجد في فنائه من يتفوق عليه.
هكذا تكلم زارا
الشيخة والفتاة
لماذا تدلج مختفياً في الغسق يا زارا؟ وما هو الذي تخفيه بكل احتراس تحت ردائك؟ أكنز وهبته أم طفل رزقته؟ وإلى أين تتجه على طريق اللصوص يا صديق الأشرار؟)
فأجاب زارا: - والحق يا أخي، أن ما أحمل إنما هو كنز وهبته، فهو حقيقة صغيرة طائشة كالطفل، ولولا إنني كممت فمها لصاحت بملء شدقيها.
بينما كنت أسير اليوم منفرداً في طريقي عند الغروب، التقيت بشيخة ناجتني قائلة: -
لقد كلمنا زارا مراراً نحن النساء، ولكنه لم يتكلم عنا مرة واحدة.
قلت لها: - يجب ألا يتكلم عن النساء إلا للرجال.
فقالت: - لك أن تتكلم أمامي عن النساء لأنني بلغت من العمر أرذله فلن تستقر أقوالك في ذهني.
وقبلت رجاء المرأة العجوز فقلت لها: - كل ما في المرأة لغز، وليس لهذا اللغز إلا مفتاح واحد وهو كلمة (الحَبل)
ليس الرجل للمرأة إلا وسيلة؛ أما غايتها فهي الولد، ولكن ما تكون المرأة للرجل يا ترى؟ أن الرجل الحقيقي يطلب آمرين: المخاطرة واللعب؛ وذلك ما يدعوه إلى طلب المرأة فهي أخطر الألعاب.
خلق الرجل للحرب، وخلقت المرأة ليسكن الرجل إليها، وما عدا ذلك فجنون، ولا يحب المحارب الثمرة إذا تناهت حلاوتها، فهو لذلك يتوق إلى المرأة لأنه يستطعم المرارة في أشد النساء حلاوة
تفهم المرأة الطفل بأكثر مما يفهمه الرجل؛ غير أن الرجل أقرب إلى خلق الطفل من المرأة، ففي كل رجل حقيقي يحتجب طفل يتوق إلى اللعب. فلتعمل النساء على اكتشاف الطفل في الرجل.