للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لتكن المرأة لعبة صغيرة طاهرة كالماس تشع فيها فضائل العالم المنتظر.

ليتوهج الكوكب السني في حبك أيتها المراة، وليهتف شوقك قائلا: لأضعن للعالم الإنسان الكامل. ليكن في حبك استبسال تتسلحين به لاقتحام من يثير الوجل في قلبك. ضعي شرفك في حبك، وما تعرف المرأة من الشرف إلا يسيراً؛ غير أن الشرف في حبك هو الخلق الذي يجعلك تبادلين المحبة بأكثر منها فلا تنحدرين إلى المقام الثاني

ليحذر الرجل المرأة عندما يستولي الحب عليها، فهي تضحي بكل شيء في سبيل حبها، إذ تضمحل في نظرها قيم الأشياء كلها تجاه قيمته، ليحذر الرجل المرأة عندما تساورها البغضاء، لأنه إذا كان قلب الرجل مكمنا للقسوة، فقلب المرأة مكمن للشر

إلى من توجه المرأة أشد بغضائها؟

والجواب في قول الحديد للقوة الجاذبة:

- إن أشد كرهي موجه إليك لأنك تجتذبين ولا طاقة فيك لتربط على ما تجتذبين.

إن سعادة الرجل تابعة لإرادته؛ أما سعادة المرأة فمتوقفة على إرادة الرجل.

تقول المرأة وقد استسلمت لحبها العميم: لقد اكتمل العالم.

ولابد لها أن تخضع وأن ترى أعماقا على سطحها، لأن روح المرأة سطحية، فهي صفحة ماء متماوجة تداعبها الرياح، في حين أن روح الرجل أعماق تزمجر أمواجها في المغاور السحيقة القرار؛ وقد تشعر المرأة بقوة الرجل ولكنها لن تفهمها

عندئذ قالت العجوز: لقد تكلم زارا عن أشياء طريفة اجدر بسماعها من النساء من لم يزلن في مقتبل العمر. ومن الغريب أن ينطق زارا بالحق عندما يتكلم عن النساء وهو لا يعرفهن إلا قليلا. أفتكون أصابته ناشئة عن أن ليس في حالة المرأة شيء ممتنع

والآن أصغي إلي يا زارا، فإنني سأعلن لك حقيقة صغيرة مكافئة على ما قلت، وكبر سني يجيز لي أن أعلنها لك، فاسترعها وأطبق شفتيك عليها لئلا يتعالى صراخها من فمك

فقلت هاتها، هذه الحقيقة الصغيرة أيتها المرأة. وهذا ما قالت العجوز: -

- إذا ما ذهبت إلى النساء فلا تنس السوط.

هكذا تكلم زارا. . .

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>